responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحاكمية بين النص و الديمقراطية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 16

الاولى: أنّ معنى الغيبة ليس في مقابل الحضور، بل في مقابل الظهور فهي بمعنى الخفاء والتستّر لا بمعنى الزوال والابتعاد. وهذا القلب والتبديل لمعنى الغيبة قد تجذّر في الأذهان بنحو يصعب التوَقّي عنه في خِضَمّ الأبحاث العقائديّة والفقهيّة.

وعلى ضوء المعنى الصحيح أي الخفاء والتستّر فإنّه يمارس دوره في التصدّي لتدبير النظام البشري في ضمن إدارة وتدبير خفي يخفى على الأنظمة البشريّة مهما كانت تلك الأنظمة قويّة عملاقة فإنّ عنصر الخفاء هو سرّ القوّة والقدرة في تدبيره.

وقد أشارت جملة من الآيات إلى ممارسة الإمام من قبل اللَّه وحجّته على عباده هذا الدور الخفي، كما في سورة الكهف حيث كان مطلعها أسى النبيّ على عدم هداية البشر، فأخذت السورة في بيان تحقّق الأغراض الإلهيّة ضمن وسائل متعدّدة ذكرت منها قصّة الخضر وموسى عليهما السلام. حيث بيّنت قيام الخضر ضمن برنامج إلهي بجملة من الأعمال الهامّة في المجتمعات البشريّة بنحو خفيّ جدّاً، وتلك الأدوار بالغة التأثير في تدبير البشر، وتشير السورة إلى أنّ الخضر هو ضمن منظومة من رجال الغيب أي رجال الخفاء والتستّر وذلك للتعبير في الآية (عَبْداً مِنْ عِبادِنا) [1] وهو حيّ باق إلى زماننا هذا وفي الصحبة والمتابعة للمهديّ [2].

وكذلك في سورة البقرة حيث قال تعالى: (وَ إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ) [3] فإنّه تعالى


[1] الكهف 18: 65.

[2] لاحظ الإمامة الإلهيّة- الفصل الثامن (قصّة الخضر وموسى عليهما السلام): 429، الحديث 2.

[3] البقرة 2: 30.

اسم الکتاب : الحاكمية بين النص و الديمقراطية المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 16
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست