responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول إستنباط العقائد في نظرية الإعتبار المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 88

نعم إرادة الإنسان لا تتولّد من قضيّة خارجيّة موجودة ولذلك يقال: إنّ مدركات العقل النظري بنفسه لا تحرّك الإرادة مباشرة، وكذلك التوحيد النظري بنفسه ليس توحيداً تامّاً. بل لا بدّ من وساطة العقل العملي، كي يحرّك الإرادة ولا بدّ في التوحيد النظري من مراتب توحيديّة عمليّة، كي يقال إنّه موحّد تامّ.

كما أن التوحيد النظري بنفسه ليس بإيمان وتسليم تامّ والإقتصار عليه يكون كمقولة بني اسرائيل (يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ) [1] يعني بالنسبة إلى أفعالنا وقوانيننا لا ربط لها بالباري.

فالعقل النظري بمفرده لا يوجب تحريك الإرادة. هذه النقطة صحيحة ومتينة، كما أنّ الفاعلين بالإرادة لا يستكملون إلّابأفعالهم الإراديّة، وهذه نقطة أخرى تامّة. فكل فاعل إرادي لا يستكمل إلّابالإرادة. ولكن هاتين النقطتين لا توجبان القول بأنّ الإرادة تنطلق من الإعتبار؛ لأنّ في البين مدركات العقل العملي وهي مدركات حقيقيّة أي مدركات بصياغة القضيّة الحقيقيّة لا القضيّة الخارجيّة، يمكن أن تحرّك إرادة الإنسان القضيّة المطلقة الفعليّة؛ لأن هذه القضيّة غير ملحوظ فيها خصوص الزمن الحالي، بل مع زمان الإستقبال وهو شيء غير موجود، فتسعى الإرادة لتحصيل شيء غير موجود.

والفعل المأخوذ في القضيّة المطلقة الفعليّة المستقبليّة أو القضيّة الحقيقيّة وجوده رهين ومعلول لإرادة الإنسان، فاتّضح أنّ القضيّة الحقيقيّة تحرّك الإرادة لأنّ متعلّقها شيء غير موجود، لاستقباليّتها؛ والفعل الذي فيه كمال، وجوده منوط بإرادة الإنسان. يولّد الشوق للإنسان فإنّ الشوق وليد تصوّر الكمال، فإذا


[1] . سورة المائدة: الآية 64.

اسم الکتاب : أصول إستنباط العقائد في نظرية الإعتبار المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست