responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقامات النبي و النبوة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 49

عَزَّ وَجَلَّ بتوسط جبرائيل، كما صنع ذلك في قوم لوط: إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ [1]، حيث خسف بهم الأرض وجعل عاليها سافلها: فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَ أَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ [2].

فهنا يقال عن جبرائيل أنه يد الله لا بمعنى أنه جزء من ذات الله عَزَّ وَجَلَّ ولكن بمعنى أن جبرائيل موضع من مواضع المخلوقات المقربة التي يظهر الله عَزَّ وَجَلَّ به قدرته في التصرف وهذا الاستعمال على وفق النظرية الغائية من أن الألفاظ وضعت لغايات المعاني ولم توضع للمبادئ والأطوار الأولية الحسية للمعاني وحينئذ يكون لفظ ومعنى يد الله في جبرائيل ليس إستعمالًا مجازاً لغوياً ولا مجازاً عقلياً بل يكون استعمالا حقيقياً. وكذلك في استعمال وتوصيف النبي عيسى (ع) بكلمة الله لا يكون إستعمالًا مجازياً لغوياً ولا مجازاً عقلياً بل استعمال حقيقي كما أوضحنا.

العين الإلهية:

قال تعالى: فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَ وَحْيِنا [3]. فالعين الإلهية في هذه الآية الكريمة ليس هي الجسم البيضاوي الشحمي- والعياذ بالله- كما ذهب إلى ذلك المجسمة والمشبهة، فإننا إذا نقحنا المعنى الحقيقي للفظة العين وهو الشيء الذي تتم به المراقبة ويتم به الأبصار لا أنه يراد به


[1] سورة هود: الآية 70.

[2] سورة هود: الآية 82.

[3] سورة المؤمنون: الآية 27.

اسم الکتاب : مقامات النبي و النبوة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست