اسم الکتاب : مقامات النبي و النبوة المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 155
بان نزول القرآن على النبي (ص) على أقل تقدير هو على نمطين وليس على نمط واحد، ولم نقل مرتين على نمطين وكيفيتين، نعم هناك من يستشكل على ذلك أو ينكر أو لا يستطيع أن يتفهم كيفية نزول القرآن الكريم على نمطين، والنمطان هما:
الأول: نزول القرآن جملة واحدة وفيه لم يكن الوسيط هو جبرئيل بل الوسيط هو روح القدس الذي هو الروح الأمري، وهذا ما أشارت إليه جملة من الآيات والروايات، كقوله تعالى: وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ[1].
وهذا ما بينه الإمام الصادق (ع) كما مر بنا سابقاً حيث قال: (ع): (هو خلق من خلق الله عَزَّ وَجَلَّ أعظم من جبرئيل وميكائيل، كان مع رسول الله (ص) يخبره ويسدده وهو مع الأئمة من بعده) [2].
والذي يدل على أن القرآن نزل دفعة واحدة وفي شهر رمضان آيات عديدة كقوله تعالى: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَ بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَ الْفُرْقانِ[3].
روي أن عطية بن الأسود سأل أبن عباس فقال: (إنه قد وقع في قلبي الشك قول الله: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ وقد أنزل في