كلمة المؤلف
حمدا لك اللهم على ما فقّهتنا في الدين و علّمتنا منازل السالكين،و
أخرجتنا من ظلمة الجهل،و أبصرتنا نور اليقين،و صلاة على رسولك الأقدس الذي
أمتننت به على عبادك؛لينقذهم من الجهالة و حيرة الضلالة،فكاشف في الدعاء
إليك حامته، و حارب في رضاك اسرته،و قطع في إحياء دينك رحمه،و أقصى الأدنين
على جحودهم،و قرّب الأقصين على استجابتهم،و والى فيك الأبعدين،و عادى
الأقربين،و أدأب نفسه في تبليغ رسالتك و اتعبها بالدعاء إلى ملتك،حتى ظهر
أمرك،و علت كلمتك و لو كره المشركون.
ثمّ الشكر المتواصل آناء الليل و أطراف النهار لقدسك و كبير جلالك على ما
أوليتنا من معرفة امناء دينك القويم الأئمة الإثنى عشر من عترة النبي صلّى
اللّه عليه و اله و أبنائه الذين أوجبت لهم العصمة،و أكملت بهم الدين،و
أتممت النعمة.
و إليك يا إلهنا نبتهل بازدياد اللطف و تتابع الرحمة على أصحابهم الذين
كانفوهم و أسرعوا إلى وفادتهم و تسابقوا إلى دعوتهم و استجابوا لهم حتى
هجرتهم العشائر، إذ تعلقوا بعروتهم و انتفت منهم القرابات إذ سكنوا في
ظلّهم،فأعصمهم من كيد الشيطان،و أفسح لهم في رياض الجنان.
و بعد فإنّي أرفع إلى سادتي القراء كتابي الذي عرفته بـ«المحاضرات في الفقه الجعفري».