كالشياطين
إلى الكهان إخبارا للناس بما يتحدثون به و ما يحدثونه و الشياطين تؤدي إلى
الشياطين ما يحدث في البعد من الحوادث من سارق يسرق و قاتل يقتل و غائب
غاب،و هم بمنزلة الناس صدوق و كذوب.انتهى.
و يشهد لصدق الكاهن فيما يخبر به من أخبار الأرض جملتان من هذه الرواية،
احداهما:قوله في صدرها«لان ما يحدث في الأرض من الحوادث»،و الثانية: قوله
في ذيلها«ما يحدث في البعد عن الحوادث من سارق يسرق»فالمراد من انقطاع
الكهانة،الكهانة الكاملة،فيعم دليل الحرمة كلا القسمين.
و بالجملة الكهانة قبل البعثة و بعدها حرام لما في حديث أبي سعيد قال رسول
للّه صلّى اللّه عليه و اله:«لا يدخل الجنة عاق و لا منان و لا ديوث و لا
كاهن و من مشى إلى كاهن فصدقه فقد برأ ممّا أنزل اللّه تعالى على محمد»[1].
حرمة اتيان الكاهن و أما الثاني:و
هو اتيان الكاهن،فالمراد منه الأخذ منه و تصديقه و العمل بقوله لا مجرد
الاتيان إليه لغرض آخر،و هذا أيضا لا يجوز على القاعدة لأنّه من العمل بما
لم يجعله الشارع حجة بل مخالف للكتاب و السنة و ما جعل طريقا شرعيا للشبهات
في باب القضاء و غيرها،و يدل على حرمته روايات،منها:رواية الخصال عن أبي
بصير عن أبي عبد اللّه قال:«من تكهن أو تكهن له فقد برأ من دين محمد صلّى
اللّه عليه و اله»،و في مستطرفات السرائر من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب
عن الهيثم«قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام:«عندنا بالجزيرة رجل ربما أخبر
من يأتيه عن الشيء يسرق أو شبه ذلك فنسأله.فقال:قال رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و اله:من مشى إلى ساحر أو كاهن أو كذب يصدقه
[1]مستدرك الوسائل 2/435 باب تحريم العراف و الكهانة.