responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 40

وشددنا ملكه و آتيناه الحكمة وفصل الخطاب، ووصفه اللَّه تعالى بأنّه عبدٌ أوّاب، وكذلك في سليمان، حيث آتاه اللَّه الملك، وسُخّرت له الريح تجري بأمره والشياطين كلّ بنّاء وغوّاص، ومع ذلك لم يلهه كلّ ذلك ولم يتّبع الهوى بكلّ ذلك، فوصفه اللَّه بأنّه عبد أوّاب رجّاع إلى ربه، وقد مرّ الحديث عن يوسف عليه السلام كذلك.

ونظير ذلك ما حصل لسيد الشهداء أبي عبد اللَّه الحسين عليه السلام، حيث توالت عليه المحن والمصائب، مع خذلان القوم وعظائم الأهوال، وبقي وحيداً فريداً لم يهن ولم ينهدّ ركنه، حتّى قال فيه الراوي: «ما رأيت مكثوراً قطّ أربط جأشاً، ولا أمضى جناناً، ولا أجرأ مقدماً، من الحسين عليه السلام، قتل ولده وجميع أصحابه حوله، وأحاطت الكتائب به، فو اللَّه كان يشدّ عليهم فينكشفوا عنه انكشاف المعزى إذا شدّ عليها الأسد» [1].

ومن ثمّ قال العلّامة الطباطبائي في ذيل قصّة امتحان يوسف عليه السلام: «إنّ التدبّر البالغ في أطراف القصّة، وإمعان النظر فيما احتفّ به من الجهات والأسباب والشرائط، يُعطي أنّ نجاة يوسف منها لم تكن إلّاأمراً خارقاً للعادة، وواقعة هي أشبه بالرؤيا منها باليقظة...».

ثمّ أخذ يعدّد تلك الأسباب، ثمّ قال:

«فهذه أسباب وأمور هائلة، لو توجهت إلى جبل لهدّته، أو أقبلت على صخرة صمّاء لأذابتها، ولم يكن هناك ما يتوهّم مانعاً... فلم يكن عند يوسف ما يدفع به عن نفسه، ويظهر به على هذه الأسباب القويّة، إلّاأصل التوحيد، وهو الإيمان باللَّه، وإن شئت فقل المحبّة الإلهيّة التي ملأت وجوده، وشغلت قلبه، فلم تترك


[1] الطبري: 4: 345. البداية والنهاية 8: 204. شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي: 3: 164، وغيرهم ممّن روى واقعة عاشوراء.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 40
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست