responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 384

وهو جانب غيبيّ، وكذا في قوله تعالى: وَ لَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا وَ لَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ [1]. فقد بيّنت الآية أن الجنبة البشريّة والرجولية في النبيّ صلى الله عليه و آله لابدّ منها لأنّها وسيلة الاتّصال والتعاطي بين البشر والوسيط الغيبيّ، وأنّ هذه الجنبة لا تتنافى مع وجود الحقيقة المَلَكِيّة.

وقد ذكر العلّامة المجلسي في موضع من كتاب» البحار» أنّ الآية دالّة على أنّ أحد حقائق الذات النبويّة هي الحقيقة المَلَكيّة [2].

ومن ذلك يتبيّن لنا ما قُرّر من أن حقيقة ذات الإنسان البشريّة لا تقف على حدّ الجنبة البشريّة كسقف أعلى في تكامل جوهر الإنسان، بل هي محطّة انطلاق في درجات تجوهر الذات البشريّة، ومن ثَمّ تكون متصلة وممتزجة ومرتبطة مع حقائق أعلى مكتسِبة لخواص وأحكام جميع تلك الحقائق التي تقوم في ذاتها.

ومن هنا يبدو بوضوح معنى الحديث من كونه في صدد بيان أن أحد درجات ذات الزهراء عليها السلام هي كونها ذاتاً حُوريّة متّصلة بذاتها البشريّة، ومن ثَمّ كان يظهر لها جملة من الآثار والصفات المتميّزة عن الذات البشريّة، كتحديث الملائكة لها، ونزول جبرئيل عليها بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه و آله، وإن لم يكن بوحي نبويّ، بل بعلم لدنّي، نظير ما وقع لمريم، بل بدرجة تفوق ذلك، وكذا ما روي من أنّها يسطع لها نور يشاهده عليّ عليه السلام منها في أول الصباح وعند الغروب.

ويشير إلى ذلك أيضاً ما ورد أنّ عليّاً لمّا صلّى على فاطمة و رفع يديه إلى السماء فنادى:

«... هذه بنت نبيّك فاطمة أخرجتها من الظلمات إلى النور» [3]،

فأضاءت


[1] الأنعام: 9.

[2] بحار الأنوار: 56: 149، ذيل الآية.

[3] مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: 1: 86. بحار الأنوار: 43: 214. أيضاً كتاب عوالم العلوم 11: 514، ط. ثانية.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 384
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست