responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 372

إنّ فاطمة تبكي الليل و النهار، فلا أحد منّا يتهنّأ بالنوم في الليل على فرشنا، ولا بالنهار لنا قرار على أشغالنا وطلب معائشنا، وإنّا نخبرك أن تسألها إمّا أن تبكي ليلًا أو نهاراً.

فقال عليّ عليه السلام:

حُبّاً وكرامة.

فأقبل أمير المؤمنين عليه السلام حتّى دخل على فاطمة عليها السلام، وهي لا تفيق من البكاء ولا ينفع فيها العزاء، فلمّا رأته سكنت هنيئة له، فقال لها:

يا بنت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، إنّ شيوخ المدينة يسألوني أن أسألك إمّا أن تبكي أباك ليلًا وإمّا نهاراً.

فقالت:

يا أبا الحسن، ما أقلّ مكثي بينهم، وما أقرب مغيبي من بين أظهرهم،

فو اللَّه لا أسكت ليلًا ولا نهاراً أو ألحق بأبي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.

فقال لها عليّ عليه السلام:

إفعلي يا بنت رسول اللَّه ما بدا لك» [1].

ولا يخفى ما في موقف عليّ عليه السلام من تقرير لعصمة فاطمة عليها السلام وحجّية فعلها.

وقد ورد أيضاً في رواية الإمام جعفر الصادق عليه السلام:

«البكّاؤون خمسة: آدم،

ويعقوب، ويوسف، وفاطمة بنت محمّد صلى الله عليه و آله،

وعليّ بن الحسين... وأمّا فاطمة فبكت على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حتّى تأذّى بها أهل المدينة، فقالوا لها: قد آذيتينا بكثرة بكاؤك، وكانت تخرج إلى المقابر، مقابر الشهداء فتبكي حتّى تقضي حاجتها ثمّ تنصرف» [2].

وهذه الظاهرة ملحوظة في الزهراء عليها السلام بنحو التميّز، كما تصف روايات التاريخ أنّ أهل المدينة قد ضجّوا من بكائها، بدرجة أصبح ذلك مضرب مثل في التاريخ، فيقال: كيوم توفّي فيه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ومع تلك الشدّة فإنّه لم يصلوا إلى تلك الشدّة التي كانت عليها، حزن سيّدة النّساء عليها السلام، بل هم أنفسهم رغم


[1] بحار الأنوار: 43: 177.

[2] وسائل الشيعة: 3: 281، الحديث 3655.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 372
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست