responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 362

الرسول صلى الله عليه و آله وأهل بيته، ثمّ عطفت على ما أحدثته قريش في الدين وبدّلته من تغيير الخلافة عن موقعها المرسوم في الدين، و ذلك في صريح قولها:

«فَلَمّا اخْتارَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله دارَ أَنْبِيائِهِ وَمأْوى أَصْفِيائِهِ، ظَهَرَتْ فِيكُمْ حَسَيكَةُ النِّفاقِ،

وَسَمَلَ جِلْبابُ الدِّينِ، وَنَطَقَ كاظِمُ الْغاوِينَ، وَنَبَغَ خامِلُ الْأَقَلِّينَ، وَهَدَرَ فَنِيقُ الْمُبْطِلِينَ، فَخَطَرَ فِي عَرَصاتِكُمْ، وَأَطْلَعَ الشَّيْطانُ رَأْسَهُ مِنْ مَغْرَزِهِ، هاتِفاً بِكُمْ، فَأَلْفاكُمْ لِدَعْوَتِهِ مُسْتَجِيبِينَ، وَلِلْغِرَّةِ فِيهِ مُلَاحِظِينَ...،

فَوَسَمْتُمْ غَيْرَ إِبِلِكُمْ، وَأَوْرَدْتُمْ غَيْرَ شِرْبِكُمْ.

هذا، وَالْعَهْدُ قَرِيبٌ، وَالْكَلْمُ رَحِيبٌ، وَالْجُرْحُ لَمّا يَنْدَمِلْ، وَالرَّسُولُ لَمّا يُقْبَرْ،

ابْتِداراً زَعَمْتُمْ خَوْفَ الْفِتْنَةِ،سند، محمد، الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء «عليها السلام»، 1جلد، باقيات - قم - ايران، چاپ: 1، 1431 ه.ق.

أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ»، فهي بذلك تبيّن وتصرّح بالمشكلة الحقيقيّة التي هي بصدد مواجهتها ومحاصرتها، وهي بيان زيغ ما ابتدروه من إحداث في الدين والخلافة، واغتصبوه من الحكم.

ولما أتمّت عليهم الحجّة والنذير، قامت بنفير الأنصار، ودعوتهم إلى الكفاح والجهاد ضدّ هذا الكيان القائم.

المشهد الثالث: يشير إلى أنّ ما تمارسه كان يمثّل مقام رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في الامّة قولها في الخطبة في مواضع مثل:

«أَفَلَا تَعْلَمُونَ؟ بَلى قَدْ تَجَلّى لَكُمْ كَالشَّمْسِ الضّاحِيَةِ أَنّي ابْنَتُهُ».

وقولها في موضع آخر:

«اعْلَمُوا أَنِّي فاطِمَةُ، وَأَبِي مُحَمَّدٌ...

فَإِنْ تَعْزُوهُ تَجِدُوهُ أَبِي دُونَ نِسائِكُمْ، وَأَخَا ابْنِ عَمِّي دُونَ رِجالِكُمْ، وَلَنِعْمَ الْمَعْزِيُّ إِلَيْهِ»،

كما أنّها تُبدي وتعلن مشاركة المسؤوليّة التي قام بها النبيّ صلى الله عليه و آله، والعناء والكدّ والجهد في تبيين الرسالة، وإقامة الدين، كذلك تعلن مشاركة أخيه ابن عمّه وأهل بيته في قولها عليها السلام:

«قَذَفَ أَخاهُ فِي لَهَواتِها،...

مَكْدُوداً فِي ذاتِ اللَّهِ، مُجْتَهِداً فِي أَمْرِ اللَّهِ، قَرِيباً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، سَيِّداً فِي أَوْلِياءِ اللَّهِ،...

وَأَنْتُمْ فِي رَفاهِيَّةٍ مِنَ الْعَيْشِ، وادِعُونَ فاكِهُونَ آمِنُونَ،

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 362
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست