responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 336

الإشكال الثالث: أليست فاطمة عليها السلام تطيع وتُسلّم لأمر ربّها بإمامة الأئمّة من أولادها عليهم السلام وإن لم تحضر زمن إمامتهم، فكيف تكون واسطة علميّة لهم؟

الجواب: أنّ تسليمها بإمامة ولدها لا يعني فوقيّة وأفضليّة مقامهم على مقامها، كما هو الحال في تسليم النبيّ صلى الله عليه و آله بنبوّة الأنبياء قبله، فالإيمان والتسليم بنبوّتهم لا يعني علوّ مقام الأنبياء عليهم السلام على مقامه صلى الله عليه و آله، والذي قد ثبت في محلّه إجماع المسلمين على علوّ منزلته ومقامه على جميع الأنبياء، بل على الخلق أجمع.

واعلم أنّه لا ينحصر الأمر لدى الأئمّة عليهم السلام بظاهر تنزيل الكتاب، وظاهر السنّة اللفظيّة، بل هناك مصادر جمّة اخرى لعلومهم، مثل كتاب عليّ عليه السلام، والجفر، والجامعة، والمصحف عليها السلام، وروايات ازدياد العلم، وغيرها من المصادر الاخرى.

وبعد هذه المقدّمة التي عرفنا فيها أنّ الأوصياء هم حجج إلهيّة على الخلق، والأدلّاء إلى الحقّ سبحانه وتعالى، فنقول: فإذا كان أوصياء النبيّ صلى الله عليه و آله وهم أهل البيت عليهم السلام حجج على الخلق، فإنّ امّهم فاطمة عليها السلام هي حجّة اللَّه عليهم، و هذا يُفسّر قول الإمام العسكريّ فيما نُسب إليه عليه السلام:

«نحن حجّة اللَّه على الخلق وفاطمة عليها السلام حجّة اللَّه علينا» [1].

والحجّة هنا الظاهر أنّها بمعنى الوساطة العلميّة بين اللَّه تعالى وبين أهل البيت عليهم السلام، حيث كون مصحفها المعروف بمصحف فاطمة عليها السلام أحد مصادر علومهم التي يعتمدون عليها.

وكذلك وساطتها في ليلة القدر لجميع الأنبياء، وأهل البيت عليهم السلام، و هذا مصدر ثان وهو أعظم مصادر علوم أهل البيت عليهم السلام و هذا ما أشار إليه الإمام جعفر الصادق عليه السلام في صحيحة أبي بصير، فلا تنحصر وساطتها العلميّة بالمصحف، بل هناك وساطة أعظم، وقد مرّت الإشارة إلىذلك في فصل وجوه ولايتها على الخلق.


[1] تفسير أطيب البيان: 13: 235.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 336
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست