responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 284

هذا النور في بيوت.

وقد ورد في روايات الفريقين أنّها بيوت الأنبياء، وأنّ من أفاضلها هو بيت عليّ وفاطمة [1]. ولا يخفى ما فيها من الدلالة على أفضليتهم عليهم السلام.

وكذلك قوله تعالى: رِجالٌ ... مرتبطة بلفظة فِي بُيُوتٍ، فكلّ من لفظة مَثَلُ نُورِهِ ولفظة فِي بُيُوتٍ ولفظة رِجالٌ مرتبط بعضها بالبعض الآخر.

وهذه البيوت لا تخلو إمّا أن يكون المراد منها الطين والمدر، أو أبدان أولئك الرجال، وعلى كلا التقديرين فتعظيم البيوت إنّما هو تعظيم لُاولئك الرجال، فهم الذين أذِنَ اللَّه تعالى أن يُرفعوا ويعظّموا، وهم الذاكرون لإسمه، والدائبون لذكره بالغدوّ والآصال، وهم الذين لا تلهيهم قطّ تجارة ولا بيع عن ذكر اللَّه، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، والخوف والوجل من اللَّه، فهم في خواطرهم وميول أنفسهم عُصموا عن اللهو المباح، واستغرقوا في ذكر اللَّه، والتوجّه إلى حضرته، فضلًا عن الذنوب والمعاصي.

ولا ريب أنّ سيّد الأنوار الخمسة هو نور سيّد الأنبياء، وقد أفصح في الروايات أنّهم عليّ وفاطمة أيضاً، كما أنّ العدد الخمسة قد عُثر في روايات متواترة بين الفريقين أنّهم أصحاب الكساء، وهم أهل آية المباهلة، وأهل آية التطهير.

وقد وُصف في هذه الآيات أنّ نور هذه الأنوار الخمسة الذي هو نور مخلوق للَّه تعالى، أنّه نور لا تحويه السماوات و الأرض، إذ هو مخرج للسماوات والأرض من الظلمة إلى النور، فهو غيب عن السماوات و الأرض، فيتطابق هذا المفاد مع ما مرّ في سورة البقرة من أنّ الأسماء مستقرّة في ملكوت الغيب عن السماوات و الأرض، ويتمّ الإفصاح عن تلك الأسماء أنّها الأنوار الخمسة الحيّة الشاعرة


[1] الدرّ المنثور للسيوطي، ذيل سورة النور (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ).

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 284
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست