responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 239

براهين قاعدة الوراثة في سيرة الصحابة

إنّ هناك ظاهرة ملحوظة في سيرة المسلمين في بيعتهم للإمام الحسن بن عليّ ابن أبي طالب عليه السلام، بعد شهادة أبيه الإمام عليّ عليه السلام، حيث إنّ هذه البيعة قد قام بها جُلّ المهاجرين والأنصار آنذاك والذين كانوا في الكوفة فضلًا عن كبار التابعين.

وقد كانت هذه البيعة بملء إرادتهم واختيارهم، من دون سطوة ضاغطة عليهم، ولا سيف مسلّط على رؤوسهم، ولا تهديد يفتك بهم، ولا إغراء ولا طمع، مع أنّ بيعتهم للإمام الحسن عليه السلام تعني انتقال الخلافة من أبيه الإمام عليّ عليه السلام إلى الولد وهو الإمام الحسن عليه السلام، فلم ينكروا من ذلك أمراً، ولم يجدوا في وراثته للخلافة أمراً نُكراً، بل بادروا من عند أنفسهم، ووجدوا فيه الشرعية الأصيلة.

ولم يتماد الزمن، بل بعد مدّة يسيرة تقرب من اثني عشر عاماً استشهد الإمام الحسن عليه السلام، وقام معاوية بعده بعقد البيعة لإبنه يزيد، فما كان من المهاجرين والأنصار وكبار التابعين إلّاالإنكار بشدّة، ووصموا تصرّف معاوية هذا بأنّه خلاف الشرعية وقد حوّل الخلافة إلى مِلك عضوض، وإلى سُنّة هرقلية، وملك كسرويّ، وحكم قيصريّ، فهذه المفارقة منهم في الموقف تستدعي الانتباه، والتساؤل بقوّة، عن سرّ التباين في الموقفين، وما هي المنطلقات ومناشىء اختلاف الرؤية والمرتكزات الدينيّة الداعية لذلك، لاسيّما من الجيل الأوّل الذي أدرك عصر النبوّة.

بل نجد هذه الظاهرة قد تكرّرت قبل ذلك، أي في عهد أمير المؤمنين عليه السلام، وبعد ذلك أي في عهد بقيّة الأئمّة عليهم السلام، أمّا قبل ذلك فنلاحظ البيعة الجماهيريّة والتي قام بها جموع الناس انهيالًا على مصافقة يد أمير المؤمنين عليّ بن أبي

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 239
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست