اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد الجزء : 1 صفحة : 221
إلّا من خصّه الدليل.
وكذلك قوله تعالى: لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَ الْأَقْرَبُونَ وَ لِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَ الْأَقْرَبُونَ وكلّ ذلك على عمومه، وتخصيصه يحتاج إلى دليل» [1].
وقال أيضاً في كتاب الفيء وقسمة الغنائم من كتاب الخلاف: «مسألة 2: الفيء كان لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله خاصّة، وهو لمن قام مقامه من الأئمّة عليهم السلام، وبه قال عليّ عليه السلام، وابن عبّاس وعمر. ولم يعرف لهم مخالف» [2].
ولا يخفى أنّ الوراثة في كلام الشيخ لمقام الرسول صلى الله عليه و آله، هي وراثة لولايته صلى الله عليه و آله، كما تراه يصرّح في المسألة الثانية، من أنّ هذا هو من مقام ولاية الرسول صلى الله عليه و آله، وولاية الأئمّة عليهم السلام من قرباه، لا أنّ لهم مجرّد أسهم وحصص، كما هو الحال في اليتامى، و المساكين، و ابن السبيل وغيرهم.
وقال الشيخ المفيد: «وكانت الأنفال لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله خاصّة في حياته، وهي للإمام القائم مقامه من بعده خالصة، كما كانت له عليه وآله السلام في حياته، قال اللَّه عزّ وجلّ: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَ الرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَ أَطِيعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[3] وما كان للرسول عليه السلام من ذلك فهو لخليفته في الامّة، القائم مقامه من بعده» [4].
أقول: تعبيره قدس سره بأنّ الأنفال كانت خاصّة للرسول صلى الله عليه و آله في حياته، أي في مقابل نفيها عن المسلمين، وإلّا فذو القربى وهي فاطمة عليها السلام قد استحقّت ولاية الفيء
[1] كتاب الخلاف: 4: 184 طبعة مؤسسة النشر الإسلامي.
[2] كتاب الخلاف: 4: 181 طبعة مؤسسة النشر الإسلامي.