فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً [1]، إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ [2].

ومنها: وليّ الخمس، والأنفال، والفيء، قال تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَ الرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ [3].

وَ ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَ لا رِكابٍ وَ لكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ... [4].

وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَ ما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ [5].

بيان ثبوت المقامات المتقدّمة للنبيّ صلى الله عليه و آله في أهل البيت عليهم السلام:

وبعد معرفة هذه المجموعة من المقامات والمناصب الإلهيّة للنبيّ صلى الله عليه و آله نقول- على نحو الإجمال وسيأتي تفصيله في الفصول اللاحقة: إنّ القرآن الكريم أكّد على أنّ هذه المقامات موروثة عن النبيّ صلى الله عليه و آله، وإن كانت مقامات إلهيّة غيبيّة، وإيتائيّة لدنّية، عدا مقام النبوّة والرسالة، وسيادته في الفضل، أي أفضليّته على سائر المعصومين عليهم السلام. وأكّدت على حصر هذه الوراثة بأهل البيت عليهم السلام دون

[1] النساء: 65.

[2] النساء: 105.

[3] الأنفال: 1.

[4] الحشر: 7.

[5] الأنفال: 41.