responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 179

فِي الدُّنْيا وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ [1].

وقال في شأن إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام: وَ إِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ [2].

والصحيح هو إرادة المعنى الثاني ورجوع المعنى الأوّل إليه، لأنّ النعمة الخاصّة إنّما هي نازلة على النبيّ صلى الله عليه و آله، وحيث إنّه من قريش، فلذا أسند الاختصاص إليهم بلحاظ وجوده فيهم، وحظوتهم لديه.

وأمّا الضمير في قوله تعالى: وَ مِنْهُمْ فهو عائد إلى العباد لا إلى الَّذِينَ اصْطَفَيْنا.

ومن ثَمّ وصف في الجملة الَّذِينَ اصْطَفَيْنا بأنّهم بعض من العباد، حيث إنّ عِبادِنا جُعل مقسماً لكلّ من الذين اصطفوا، وكذلك للأقسام الثلاثة اللاحقة، فمحور التقسيم هو عِبادِنا وقد وُصف بجميع أقسامه أنّهم جميعاً يدخلون جنّات عدن. ولا يستقيم ذلك إلّاأن يكون المراد من عِبادِنا هو بعض الامّة، فضلًا عن المصطفين منهم، فإنّهم قسم من ذلك البعض.

كما أنّ الظاهر من القسم الظالم من هؤلاء هو الظلم الذي يُتغاضى عنه ويُغفر، ويُكتب له التوبة في المآل، وقرينة ذلك هو دخولهم الجنّة، كما يشير إلى ذلك قوله تعالى حكاية عن هذا القسم: وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ، ويشير إلى ذلك ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام عندما سُئل عن الآية فقال عليه السلام:

«الظالم يحوم حول نفسه، والمقتصد يحوم حول قلبه، والسابق يحوم حول ربّه» [3].


[1] البقرة: 130.

[2] ص: 47.

[3] معاني الأخبار للصدوق: 104.

اسم الکتاب : الوراثة الإصطفائية لفاطمة الزهراء« عليها السلام» المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 179
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست