ولا يخفى اشتمال الرواية على دلالات عدّة، دالّة على خصائص اصطفائيّة لبني عبد المطّلب، وإن لم يكونوا على درجة واحدة في التوفّر عليها.
فالإعجاز في المائدة كبيّنة إلهية والتي تكرّر ذكرها في جميع طرق الحديث بين الفريقين، تبيّن هذه الرواية أنّه نظير ما صنعه نبيّ اللَّه عيسى عليه السلام مع خاصّته وأنصاره من الحواريّين.
كما أنّه ذُكر فيها ما تكرّر ذكره في عدّة طرق روايات الحديث عند الفريقين:
«إنّ اللَّه لم يبعث رسولًا إلّاجعل له من أهله أخاً ووزيراً ووصيّاً ووارثاً»
وأنّ ذلك معيَّن في علم اللَّه تعالى، وهو عليّ بن أبي طالب [2].
إلّا أنّ الباري تعالى قد سبقت منه سُنّة الامتحان لئلّا يكون للعباد الحجّة على اللَّه تعالى، وتكون الحجّة البالغة له تعالى على العباد.
فكان امتحان الإمامة الكبرى والوصاية والعهد في بني عبد المطّلب خاصّة، من دون أن ينافي ذلك التعيين السابق في علمه تعالى، لا سيّما وأنّ الامتحان ممّا تنوء عن حمله الجبال الرواسخ، ويثقل على الراسيات الطوامح.