فلسفة صفة كاظم الغيظ

هُناك وصف وأسم اشتهر به الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام)، ونحنُ كثيراً ما نلهج ونترنَّم به وهو كاظم الغيظ، والإمام (ع) عندما سُجِنَ فرديّاً وكابد وعانى ما عانى مِنْ الدولة العباسية هَلْ فعلت الدولة العباسية كُلّ هَذا به بما هُو رجل فرد في أبعاد فردية؟!.

لا يستقيم هذا التصور منطقياً، بلْ لأنَّ موسى بن جعفر (عليهما السلام) يُمثِّل منهاجاً في هذا الدين وزعيماً لقاعدة شعبية، وبما لديه مِنْ إمكانيات حضارية وقدرة عسكرية تُريد السلطة العباسية أنْ تستفزه وتدفعه وتثيره إلى المُنازلة المُعلنة حسبما توقته زماناً ومكاناً بما تضمن الظفر والنصر وبالتالي سوف تبيد الدولة الحاكمة هذهِ الإنجازات الحضارية كما سوف نُبيِّن ذلك بَعْدَ قليل.

وَهَذا ما نُشاهده في وقتنا الحاضر مِنْ خلال أحداث معاصرة كيف أنَّ الدول العظمى تستفزّ دولًا أُخرى لتوقعها في حروب خاسرة فهل كظمها عن الاستفزازات السياسية كظمٌ فردي؟! أم حلمها عن التحريش السياسي والتهيج العسكري حلمٌ فردي؟!

وبحسب التقرير السرِّي للدولة العباسية- كما رواه الطبري في تاريخه والكشي في رجاله- وباعتراف منهم أنَّ موسى بن جعفر (عليهما السلام) دولة منافسة مقابل دولة بني العباس العُظمى صاحبة الليالي الحمراء والخمراء والمُجون والرقص وهذهِ حضارتهم في قِبال حضارة بيت موسى الكاظم (ع) الذي يُدعى