[3- المؤلفون من سلفهم زمن التابعين و تابعي التابعين.]
3- و أما مؤلفو سلفنا الصالح من أهل الطبقة الثانية- طبقة التابعين- فإن
مراجعاتنا هذه لتضيق عن بيانهم. و المرجع في معرفتهم و معرفة مصنفاتهم و أسانيدها
إليهم على التفصيل إنما هو فهارس علمائنا و مؤلفاتهم في تراجم الرجال[2][3].
سطع- أيام تلك الطبقة- نور أهل البيت، و كان قبلها محجوبا بسحائب ظلم
الظالمين، لأن فاجعة الطف فضحت أعداء آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و
أسقطتهم من أنظار اولي الألباب، و لفتت وجوه الباحثين إلى مصائب أهل البيت، منذ
فقدوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و اضطرت الناس بقوارعها الفادحة
إلى البحث عن أساسها، و حملتهم على التنقيب عن أسبابها، فعرفوا جذرتها و بذرتها، و
بذلك نهض أولو الحمية من المسلمين إلى حفظ مقام أهل البيت و الانتصار لهم، لأن
الطبيعة البشرية تنتصر بجبلتها للمظلوم، و تنفر من الظالم، و كأن المسلمين بعد تلك
الفاجعة دخلوا في دور جديد، فاندفعوا إلى موالاة الإمام «عليبن الحسين زين العابدين»، فانقطعوا إليه في فروع الدين و اصوله، و
في
[1]راجع رجال النجاشي: ص 2- 7، تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام: ص 278-
291، مؤلفو الشيعة في صدر الإسلام لشرف الدين ط النعمان.
[2]كفهرست النجاشي، و كتاب منتهى المقال في أحوال الرجال للشيخ أبي
علي، و كتاب منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال للميرزا محمد، و غيرها من مؤلفات
في هذا الفن و هي كثيرة. (منه قدّس سرّه).
[3]راجع رجال النجاشي ط في بمبئي و إيران، الفهرست للشيخ الطوسي ط في
النجف و كلكته، و معالم العلماء لابن شهرآشوب ط في النجف و غيرها، الفهرست لمنتخب
الدين في ج 105 من البحار ط جديد، الذريعة إلى تصانيف الشيعة خرج منها
[25] مجلدا
ط في النجف و إيران، و غيرها من كتب الفهارس و التراجم.