و هم أزمة الحق، و أعلام الدين، و ألسنة الصدق، فأنزلوهم بأحسن منازل
القرآن وردوهم ورود الهيم العطاش. أيها الناس خذوها[1]من خاتم النبيين صلّى اللّه عليه و آله و سلم: إنه يموت من مات منّا
و ليس بميت، و يبلى من بلى منّا و ليس ببال، فلا تقولوا بما لا تعرفون فإن أكثر
الحق فيما تنكرون، و اعذروا من لا حجة لكم عليه و أنا هو، أ لم أعمل فيكم بالثقل
الأكبر[2]و أترك فيكم الثقل
الأصغر، و ركزت فيكم راية الإيمان ... الخ»[3].
و قال عليه السّلام[4]: «انظرواأهل بيت نبيكم فالزموا سمتهم و اتبعوا أثرهم فلن يخرجوكم من هدى، و
لن يعيدوكم في ردى، فإن لبدوا فالبدوا، و إن نهضوا فانهضوا، و لا تسبقوهم فتضلوا،
و لا تتأخروا عنهم فتهلكوا»[5].
و ذكّرهم عليه السّلام مرة فقال[6]: «همعيش العلم و موت الجهل، يخبركم حلمهم عن علمهم، و ظاهرهم عن باطنهم،
و صمتهم عن حكم منطقهم، لا يخالفون الحق و لا يختلفون فيه، هم دعائم الإسلام و
ولائج الاعتصام، بهم عاد الحق الى نصابه، و انزاح الباطل عن مقامه، و انقطع لسانه
عن منبته، عقلوا الدين عقل وعاية و رعاية لا عقل سماع و رواية، فإن رواة العلم
كثير و رعاته قليل ... الخ»[7].
[1]أي خذوا هذه القضية عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلم و هي «إنهيموت الميت من أهل البيت و هو في الحقيقة غير ميت» لبقاء روحه
ساطعة النور في عالم الظهور. كذا قال الشيخ محمد عبده و غيره (منه قدّس سرّه).
[2]عمل أمير المؤمنين بالثقل الأكبر و هو القرآن، و ترك الثقل الأصغر
و هو ولداه، و يقال عترته قدوة للناس، كذا قال الشيخ محمد عبده و غيره من شارحي
النهج. (منه قدّس سرّه).
[3]نهج البلاغة للإمام علي: ج 1/ ص 155 ط دار الأندلس في بيروت و ص
149 ط آخر و ج 1/ ص 153 ط الاستقامة بمصر؛ و هذه الطبعة هي التي ينقل عنها المؤلف.
[4]كما في الصفحة 189 من الجزء الأول من النهج من الخطبة 93 (منه قدّس
سرّه).
[5]نهج البلاغة: ج 2/ ص 190 ط دار الأندلس ص 184 ط آخر.
[6]كما في صفحة 259 من الجزء الثاني من النهج من الخطبة 234 (منه قدّس
سرّه).