فبكى علي، فقال له النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنه ليس بعدي نبيّ،
إنه لا ينبغي أن أذهب إلّا و أنت خليفتي» قال: و قال له رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و آله و سلّم: «أنتولي كل مؤمن بعدي» قال، و قال صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم: من كنت مولاه فإن عليا مولاه ... الحديث[1].
[2- احتجاج الحسن و الحسين.]
2- و كم لرجالات بني هاشم يومئذ من أمثال هذه الاحتجاجات، حتى أن الحسن
بن علي جاء إلى أبي بكر و هو على منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،
فقال له:
«انزلعن مجلس أبي»[2]، و وقع للحسين نحو ذلك مع عمر و هو على المنبر أيضا[3][4].
[3- احتجاج أبطال الشيعة من الصحابة.]
3- و كتب الإمامية تثبت في هذا المقام احتجاجات كثيرة قام بها الهاشميون
و أولياؤهم من الصحابة و التابعين، فليراجعها من أرادها في مظانها، و حسبنا ما في
كتاب «الاحتجاج» للإمام الطبرسي من كلام كل من
[1]تقدّم هذا الحديث بطوله مع مصادره في المراجعة 26 ص 261 هامش 1،
فراجع.
[2]قول الإمام الحسن لأبي بكر و هو على منبر الرسول صلّى اللّه عليه و
آله و سلّم: «انزلعن مجلس أبي» فقال: صدقت و اللّه إنه لمجلس أبيك ... يوجد في
الصواعق المحرقة لابن حجر: ص 175 ط المحمدية و ص 105 ط الميمنية بمصر، شرح النهج
لابن أبي الحديد ج 2 ص 17 ط 1 بمصر، و ج 6 ص 42- 43 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل،
الرسول الأعظم مع خلفائه ص 34 ط بيروت، الإتحاف بحب الأشراف للشبراوي: ص 7.
[3]نقل ابن حجر كلتا القضيتين في المقصد الخامس، مما أشارت إليه آية
المودة في القربى و هي الآية 14 من آيات الباب 11 من صواعقه، فراجع من الصواعق ص
105، و قد أخرج الدارقطني قضية الحسن مع أبي بكر، و أخرج ابن سعد في ترجمة عمر من
طبقاته قضية الحسين مع عمر. (منه قدّس سرّه).
[4]قول الإمام الحسين لعمر: «... أنزل عن مجلس أبي، فقال له: صدقت، منبر أبيك لا منبر أبي ...».
يوجد في الصواعق المحرقة: ص 175 ط المحمدية، و ص 105 ط الميمنية
بمصر.