و الشيعة يدينون بمذهب الأئمة من أهل البيت- و أهل البيت أدرى بالذي
فيه- و غير الشيعة يعملون بمذاهب العلماء من الصحابة و التابعين، فما الذي أوجب
على المسلمين كافّة- بعد القرون الثلاثة- تلك المذاهب دون غيرها من المذاهب التي
كان معمولا بها من ذي قبل؟ و ما الذي عدل بهم عن أعدال كتاب اللّه و سفرته، و ثقل
رسول اللّه و عيبته، و سفينة نجاة الأمة و قادتها و أمانها و باب حطّتها؟!
[4- الاجتهاد ممكن.]
4- و ما الذي أرتج[2]باب الاجتهاد في وجوه المسلمين بعد أن كان في القرون الثلاثة الأولى
مفتوحا على مصراعيه؟ لو لا الخلود إلى العجز و الاطمئنان إلى الكسل، و الرضا
بالحرمان، و القناعة بالجهل، و من ذا الذي يرضى لنفسه أن يكون- من حيث يشعر أو لا
يشعر- قائلا بأن اللّه عزّ و جلّ لم يبعث أفضل أنبيائه و رسله بأفضل أديانه و
شرائعه؟ و لم ينزل عليه أفضل كتبه و صحفه بأفضل حكمه و نواميسه، و لم يكمل له
الدين، و لم يتم عليه النعمة، و لم يعلمه علم ما كان و علم ما بقي، إلّا لينتهي
الأمر في ذلك كله إلى أئمة تلك
مالك للسيوطي الشافعي: ج 1/ ص 3. ط دار احياء الكتب العربية بمصر،
الإمام الصادق و المذاهب الأربعة: ج 2/ ص 489، «وفياتالأعيان لابن خلكان» في ترجمة مالك: ج 4/ ص 137. ط دار صادر، «المعارف» لابن قتيبة: ص 216 و 257. ط الرحمانية بمصر.
و نقله في كتاب «الإمامالصادق و المذاهب الأربعة» عن «الانتقاء» لابن عبد البر: ص 12، مناقب مالك للسيوطي: ص 6.