سيكون سببا لحفظ كل فرد من أفراد الامة من الضلال، بحيث لا يضل بعده
منهم أحد أصلا، و إنما فهم من قوله: «لاتضلوا»، أنكم لا تجتمعون على الضلال
بقضّكم و قضيضكم، و لا تتسرّى الضلالة بعد كتابة الكتاب إلى كلّ فرد من أفرادكم، و
كان رضى اللّه عنه يعلم أن اجتماعهم على الضلال مما لا يكون أبدا، و بسبب ذلك لم
يجد أثرا لكتابته، و ظن أن مراد النبي ليس إلّا زيادة الاحتياط في الأمر لما جبل
عليه من وفور الرحمة، فعارضه تلك المعارضة بناء منه على أن الأمر ليس للإيجاب، و
إنما هو أمر عطفة و رأفة ليس إلّا، هذا كل ما قيل في الاعتذار عن هذه البادرة، و
من أمعن النظر فيه جزم ببعده عن الصواب، لأن قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «لاتضلوا»، يفيد أن الأمر للإيجاب كما ذكرنا، و استياؤه منهم دليل على
أنهم تركوا أمرا من الواجبات عليهم، فالأولى أن يقال في الجواب:
إن هذه قضية في واقعة كانت منهم على خلاف سيرتهم، كفرطة سبقت، و فلتة
ندرت، و لا نعرف وجه الصحة فيها على التفصيل، و اللّه الهادي إلى سواء السبيل، و
السلام عليكم.
س
المراجعة- 88- 11 ربيع الأول سنة 1330
تزييف تلك الأعذار.
إن من كان عنده فصل الخطاب، لحقيق بأن يصدع بالحق و ينطق بالصواب، و
قد بقي بعض الوجوه في رد تلك الأعذار، فأحببت عرضه عليكم، ليكون الحكم فيه موكولا
إليكم.
قالوا في الجواب الأول: لعله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حين أمرهم
بإحضار الدواة لم يكن