إليه، و توثيقا لعرى نصوصه القولية عليه، فقال صلّى اللّه عليه و
آله و سلّم: «ائتونيأكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعده أبدا»، فتنازعوا و لا ينبغي عند نبي
تنازع، فقالوا: هجر رسول اللّه[1][2] ... الخ، و عندها علم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه لم يبق- بعد
كلمتهم هذه- أثر لذلك الكتاب إلّا الفتنة، فقال لهم: «قوموا». و اكتفى
بعهوده اللفظية، و مع ذلك فقد أوصاهم عند موته بوصايا ثلاث: أن يولّوا عليهم عليا،
و أن يخرجوا المشركين من جزيرة العرب، و أن يجيزوا الوفد بنحو ما كان يجيزه، لكن
السلطة و السياسة يومئذ ما أباحتا للمحدثين أن يحدثوا بوصيته الأولى، فزعموا أنهم
نسوها.
قال البخاري في آخر الحديث المشتمل على قولهم هجر رسول اللّه[3]ما هذا لفظه: و
أوصى عند موته بثلاث: «أخرجواالمشركين من جزيرة العرب و أجيزوا
الوفد بنحو ما كنت أجيزه»- ثم قال-: و نسيت الثالثة، و كذلك قال مسلم في صحيحه، و
سائر أصحاب السنن و المسانيد[4].
[3- دعواها بأن النبي قضى و هو في صدرها معارضة.]
3- أما دعوى أم المؤمنين بأن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم
لحق بربه تعالى و هو في صدرها، فمعارضة بما ثبت من لحوقه صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم بالرفيق الأعلى و هو في صدر
[1]أخرجه بهذه الألفاظ محمد بن إسماعيل البخاري في باب جوائز الوفد من
كتاب الجهاد و السير من صحيحه ص 118 من جزئه الثاني، و أخرجه مسلم في صحيحه، و
أحمد بن حنبل من حديث ابن عباس في مسنده، و سائر أصحاب السنن و المسانيد. (منه
قدّس سرّه).
[2]يوجد في صحيح البخاري كتاب الجهاد و السير باب جوائز الوفد: ج 4 ص
31 أوفست دار الفكر على ط إستانبول، و ج 4 ص 85 ط مطابع الشعب و ط محمد علي صبيح،
و ج 2 ص 178 ط دار إحياء الكتب، و ج 2 ص 120 ط المعاهد، و ج 2 ص 125 ط الشرفية، و
ج 4 ص 55 ط الفجالة، و ج 2 ص 111 ط الميمنية بمصر، و ج 3 ص 115 ط بمبئي صحيح مسلم
كتاب الوصية: ج 5 ص 75 ط محمد علي صبيح و ط المكتبة التجارية، و ج 2 ص 11 ط عيسى
الحلبي، و ج 11 ص 89- 93 ط مصر بشرح النووي.
[3]فراجعه في باب جوائز الوفد من كتاب الجهاد و السير ص 118 من الجزء
الثاني من صحيحه.
(منه قدّس سرّه).
[4]مصادره نفس المصادر المتقدمة في هذه الصفحة هامش 2.