على أنه لا يمكن القول بأن عائشة أفضل ممن عدا خديجة من أمهات
المؤمنين. و السنن المأثورة، و الأخبار المسطورة تأبى تفضيلها عليهن، كما لا يخفى
على أولي الألباب، و ربما كانت ترى أنها أفضل من غيرها، فلا يقرها رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم على ذلك، كما اتفق هذا مع أم المؤمنين صفية بنت حيي، إذ
دخل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عليها و هي تبكي، فقال لها: «مايبكيك؟ قالت:
بلغني أن عائشة و حفصة تنالان مني، و تقولان نحن خير من صفية، قال
صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:
ألا قلت لهن كيف تكنّ خيرا مني، و أبي هارون، و عمي موسى، و زوجي
محمد»[2][3].
و من تتبع حركات أم المؤمنين عائشة في أفعالها و أقوالها وجدها كما
نقول[4].
[3- إشارة إجمالية إلى السبب في الإعراض عن حديثها.]
3- أما إعراضنا عن حديثها في الوصية فلكونه ليس بحجة، و لا تسألني عن
التفصيل، و السلام.
ش
[1]و قد أوردنا جملة منها في المطلب الثاني من كلمتنا الغراء
فليراجعها من أراد الاستقصاء.
(منه قدّس سرّه).
[2]أخرجه الترمذي من طريق كنانة مولى أم المؤمنين صفية، و أورده ابن
عبد البر في ترجمة صفية من الاستيعاب، و ابن حجر في ترجمتها من الإصابة، و الشيخ
رشيد رضا في آخر ص 589 من المجلد 12 من مناره، و غير واحد من نقلة الآثار. (منه
قدّس سرّه).
راجع صحيح الترمذي: ج 5 ص 367 ح 3983 و 3984، الإصابة لابن حجر
العسقلاني الشافعي: ج 4 ص 347، الاستيعاب لابن عبد البر المالكي مطبوع بهامش
الإصابة: ج 4 ص 348، أسد الغابة لابن الأثير الجزري: ج 5 ص 491، المستدرك للحاكم:
ج 4 ص 29، مصابيح السنة للبغوي الشافعي: ج 2 ص 283.
[4]راجع في ذلك كتاب أحاديث أم المؤمنين عائشة القسم الأول: ص 15- إلى
آخر الكتاب- ط الحيدري في طهران.