1- سلام على الشريف العلّامة الشيخ[1]عبد الحسين شرف
الدين الموسوي و رحمة اللّه و بركاته.
إني لم أتعرّف فيما مضى من أيامي دخائل الشيعة، و لم أبل أخلاقهم، إذ
لم أجالس آحادهم، و لم أستبطن سوادهم. و كنت متلعلعا[2]إلى محاضرة أعلامهم، حرّان الجوانح إلى تخلّل عوامهم، بحثا عن
آرائهم، و تنقيبا عن أهوائهم، فلمّا قدّر اللّه وقوفي على ساحل عيلمك[3]المحيط، و أرشفتني
ثغر كأسك المعين، شفى اللّه بسائغ فراتك أوامي[4]، و نضح عطشي، و أليّة[5]بمدينة علم اللّه «جدكالمصطفى» و بابها «أبيكالمرتضى» إني لم أذق شربة أنقع
[1]السيّد عبد الحسين شرف الدين الموسوي المتولد 1290 ه و المتوفى يوم
الاثنين 8 جمادى الثانية 1377 ه. الموافق 30 كانون الأول 1957 م. و قد دفن بجوار
جدّه أمير المؤمنين عليه السّلام في النجف الأشرف.
[2]متلعلعا: تلعلع من الجوع و العطش اي تضوّر، و تلعلع الكلب دلع
لسانه عطشا. لسان العرب 8/ 320.
[3]العيلم: البئر الكثيرة الماء، و البحر. لسان العرب 12/ 421.
[4]الأوام: العطش، و قيل شدّة العطش. لسان العرب 12/ 38.