على جلالة قدره، و ردّا على من تحامل عليه، و يرشد لذلك أنه أشاد في
خطابه بعلي خاصة، فقال: «منكنت وليه فعلي وليه»، و بأهل البيت
عامة، فقال: «إنيتارك فيكم الثقلين، كتاب اللّه، و عترتي أهل بيتي»[1]فكان كالوصية لهم
بحفظه في علي بخصوصه، و في أهل بيته عموما، و قالوا: و ليس فيها عهد بخلافة، و لا
دلالة على إمامة، و السلام.
س
المراجعة- 58- 27 المحرم سنة 1330
1- حديث الغدير لا يمكن تأويله.
2- قرينة التأويل جزاف و تضليل.
1- أنا أعلم بأن قلوبكم لا تطمئن بما
ذكرتموه، و نفوسكم لا تركن إليه؛ و أنكم تقدّرون رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله
و سلّم في حكمته البالغة، و عصمته الواجبة، و نبوته الخاتمة، و أنه سيّد الحكماء و
خاتم الأنبياءوَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى*
عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى[2]فلو سألكم فلاسفة الأغيار عما كان منه يوم غدير خم، فقال: لما ذا منع
تلك الألوف المؤلفة يومئذ عن المسير؟ و على م حبسهم في تلك الرمضاء بهجير؟ و فيم
اهتم بإرجاع من تقدم منهم و إلحاق من تأخر؟
و لم أنزلهم جميعا في ذلك العراء على غير كلأ و لا ماء؟ ثم خطبهم عن
اللّه عزّ و جلّ في ذلك المكان الذي منه يتفرقون، ليبلّغ الشاهد منهم الغائب، و ما
المقتضي لنعي نفسه إليهم في مستهل خطابه؟ إذ قال: «يوشكأن يأتيني رسول