فقاموا إلّا ثلاثة لم يقوموا، فدعا عليهم عليّ فأصابتهم دعوته ...
الخ[1]. و أنت إذا ضممت
عليا و زيد بن أرقم إلى الاثني عشر المذكورين في الحديث كان البدريون يومئذ (14)
رجلا كما لا يخفى، و من تتبع السنن الواردة في مناشدة الرحبة عرف حكمة أمير
المؤمنين في نشر حديث الغدير و إذاعته.
[5- عناية الحسين.]
5- و لسيد الشهداء أبي عبد اللّه الحسين عليه السّلام، موقف- على عهد
معاوية- حصحص فيه الحق، كموقف أمير المؤمنين في الرحبة، إذ جمع الناس- أيام الموسم
بعرفات- فأشاد بذكر جده و أبيه و أمه و أخيه، فلم يسمع سامع بمثله بليغا حكيما
يستعبد الأسماع، و يملك الأبصار و الأفئدة، جمع في خطابه فأوعى، و تتبع فاستقصى، و
أدى يوم الغدير حقه، و وفاه حسابه، فكان لهذا الموقف العظيم أثره، في اشتهار حديث
الغدير و انتشاره[2].
[6- عناية الأئمة التسعة.]
6- و إن للأئمة التسعة من أبنائه الميامين طرقا- في نشر هذا الحديث و
إذاعته- تريك الحكمة محسوسة بجميع الحواس، كانوا يتخذون اليوم الثامن عشر من ذي
الحجة عيدا في كل عام، يجلسون فيه للتهنئة و السرور، بكلّ بهجة و حبور، و يتقربون
فيه إلى اللّه عزّ و جلّ بالصوم و الصلاة، و الابتهال- بالأدعية- إلى اللّه تعالى،
و يبالغون فيه بالبر و الإحسان، شكرا لما أنعم اللّه به عليهم في مثل ذلك اليوم من
النص على أمير المؤمنين بالخلافة، و العهد إليه بالإمامة، و كانوا يصلون فيه
أرحامهم، و يوسعون على عيالهم، و يزورون
[1]يوجد في مسند أحمد بن حنبل: ج 1 ص 119 ط الميمنية، و ج 2 ص 201 ح
964 ط دار المعارف بمصر، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر
الشافعي: ج 2 ص 11 ح 507.
[2]احتجاج الإمام الحسين عليه السّلام بحديث الغدير:
راجع كتاب سليم بن قيس الهلالي التابعي المتوفى سنة (90 ه): ص 206-
209 ط النجف، الغدير للأميني: ج 1 ص 189.