يَشاءُ[1]إن من نظر إلى هذه الآيات بخع لهذه العنايات.
[3- عناية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و
آله و سلّم.]
3- و إذا كانت العناية من اللّه عزّ و جلّ على هذا الشكل، فلا غرو أن
يكون من عناية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما كان، فإنه لما دنا
أجله، و نعيت إليه نفسه، أجمع- بأمر اللّه تعالى- على أن ينادي بولاية «علي» في الحج الأكبر على رءوس الأشهاد، و لم يكتف بنص الدار يوم الإنذار
بمكة[2]،و لا بغيره من النصوص المتوالية، و قد سمعت بعضها، فأذّن في الناس
قبل الموسم أنه حاجّ في هذا العام حجّة الوداع، فوافاه الناس من كل فجّ عميق، و
خرج من المدينة بنحو مائة ألف أو يزيدون[3]فلما كان يوم الموقف بعرفات نادى في الناس:
«عليمني، و أنا من علي، و لا يؤدي عني إلّا أنا أو عليّ»[4][5]،و لما قفل بمن معه من تلك الألوف و بلغوا وادي خمّ، و هبط عليه
الروح الأمين بآية التبليغ عن رب العالمين، حطّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم هناك
رحله، حتى لحقه من تأخر عنه من الناس، و رجع إليه من تقدمه منهم، فلما اجتمعوا
صلّى بهم الفريضة، ثم خطبهم عن اللّه عزّ
أرجح المطالب لعبيد اللّه الحنفي الآمر تسري: ص 67 و 568 ط لاهور،
الكشف و البيان للثعلبي مخطوط، البداية و النهاية لابن كثير الدمشقي الشافعي: ج 5
ص 213 القاهرة، و اما من طريق الشيعة فلا كلام لنا فيه فإن شئت فراجع البحار
للمجلسي: ج 37 باب 52 ط الجديدة.
[2]حديث الدار يوم الإنذار، تقدم هذا الحديث مع مصادره في المراجعة 20
ص 249 هامش 1.
[3]قال السيد أحمد زيني دحلان في باب حجّة الوداع من كتابه- السيرة
النبوية-: و خرج معه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من المدينة تسعون ألفا، و يقال
مائة ألف و أربعة و عشرون ألفا، و يقال أكثر من ذلك، قال: و هذه عدة من خرج معه، و
أما الذين حجوا معه فأكثر من ذلك إلى آخر كلامه. و منه يعلم أن الذين قفلوا معه
كانوا أكثر من مائة ألف و كلهم شهدوا حديث الغدير. (منه قدّس سرّه).
[4]أوردنا هذا الحديث في المراجعة 48 الحديث 15 و لنا هناك في أصل
الكتاب و في التعليقة عليه كلام يجدر بالباحثين أن يقفوا عليه. (منه قدّس سرّه).
[5]تقدم هذا الحديث مع مصادره في المراجعة 48 ص 331 هامش 2، فراجع.