و قال عبد اللّه بن أحمد: سألت أبي عنه فقال: ما أدري، كأنّه لم
يرضه.
و قال العقيلي: لا يتابع على شيء من حديثه.
و قال ابن حبّان: كان يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، حتى
يشهد المستمع لها أنها معمولة أو مقلوبة، لا يجوز الاحتجاج به.
و قال أبو نعيم: متروك، يروي المناكير.
أقول: هذه أسانيده في أهمّ الكتب المخرّجة له، و قد عرفت حالها.
فظهر أنه ليس بحديث صادر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم
... فلا يجوز الاحتجاج به فضلا عن أن يقابل به مثل حديث الثقلين «الكتاب،و العترة أهل البيت» و غيره من الأحاديث القطعية.
هذا، و من أراد التفصيل فليرجع الى رسالتنا فيه[1].
و الخلاصة: إن السيّد يدعو الى الوئام بين المسلمين عن طريق البحث
الصحيح و الجدل الحقّ، في الحديث و السيرة و التاريخ و غير ذلك، لا عن طريق تناسي الماضي،
لأن هذا لو أفاد في برهة من الزمن فلا يكاد يجدي على المدى البعيد، و لا يعطي
النتيجة المطلوبة، بل إن معنى ذلك بقاء الانطباعات عن القضايا في النفوس و
الأذهان، و هذا ما يؤدّي- بطبيعة الحال- الى مضاعفات لا تكاد تقبل العلاج من أي
طرف كان.
و قد عرفت السيد الى من أهدى كتابه! و أيّ شيء ترجّى منه!
هذا تمام الكلام حول المكابرات.
[1]مجلة (تراثنا) العدد 29، شوال 1412 ه، ص 171- 187.