الإمام و فضائله، لا تسعها الأرقام، و نحن نؤمن بأنه كرم اللّه وجهه،
أهل لها و لما فوقها، و لقد فاتكم منها أضعاف أضعاف ما ذكرتموه، و قد لا تخلو من
ترشيحه للإمامة، لكن ترشيحه لها غير العهد بها إليه كما تعلمون، و السلام.
س
المراجعة- 50- 13 المحرم سنة 1330
وجه الاستدلال (بخصائصه) على إمامته.
إن من كان مثلكم- ثاقب الرؤية، بعيد المرمى، خبيرا بموارد الكلام و
مصادره، بصيرا بمراميه و مغازيه، مستبصرا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم، و حكمته البالغة، و نبوته الخاتمة، مقدرا قدره في أفعاله و أقواله، و أنه لا
ينطق عن الهوى- لا تفوته مقاصد تلك السنن و لا تخفى عليه لوازمها عرفا و عقلا، و
ما كان ليخفى عليك- و أنت من إثبات العربية و أسنادها[1]- أن تلك السنن قد أعطت عليا من المنازل المتعالية ما لا يجوز على
اللّه تعالى و أنبيائه إعطاؤها إلّا لخلفائهم و أمنائهم على الدين و أهله، فإذا لم
تكن دالة على الخلافة بالمطابقة فهي كاشفة عنها البتة، و دالة عليها لا محالة
بالدلالة الالتزامية، و اللزوم فيها بيّن بالمعنى الأخص. و حاشا سيّد الأنبياء أن
يعطي تلك المنازل الرفيعة إلّا لوصيه من بعده، و وليه في عهده. على أن من سبر غور
سائر السنن المختصّة بعلي، و عجم عودها بروية و إنصاف؛ وجدها بأسرها- إلّا قليلا
منها- ترمي
[1]اثبات بفتح الهمزة جمع ثبت بفتحتين، و أسناد جمع سند بفتحتين أيضا
و الثبت و السند هو الحجة.