أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ
يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ لا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ
اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ[1]. و هذه الآية مختصة بأمير المؤمنين، و منذرة ببأسه[2]و بأس أصحابه، كما
نص عليه أمير المؤمنين يوم الجمل، و صرح به الباقر و الصادق، و ذكره الثعلبي في
تفسيره، و رواه صاحب مجمع البيان عن عمار، و حذيفة، و ابن عباس، و عليه إجماع
الشيعة و قد رووا فيه صحاحا متواترة عن أئمة العترة الطاهرة، فتكون آية الولاية
على هذا واردة بعد الإيماء إلى ولايته، و الإشارة إلى وجوب إمامته، و يكون النص
فيها توضيحا لتلك الإشارة، و شرحا لما سبق من الإيماء إليه بالأمارة، فكيف يقال
بعد هذا أن الآية واردة في سياق النهي عن اتخاذ الكفار أولياء؟!
[2- السياق لا يكافئ الأدلة.]
2- على أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، جعل أئمة عترته
بمنزلة القرآن و أخبر أنهما لا يفترقان فهم عدل الكتاب، و بهم يعرف الصواب، و قد
تواتر
[1]المائدة: 54، هذه الآية نزلت في الإمام علي عليه السّلام حيث إنه
هو الذي يحبّه اللّه و يحب اللّه و الذليل على المؤمنين و العزيز على الكافرين.
راجع الكشاف و البيان للثعلبي. مخطوط، التبيان للشيخ الطوسي: ج 3 ص
555 ط النجف.
[2]نظير قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «لنتنتهوا معشر قريش حتى يبعث اللّه عليكم رجلا امتحن اللّه قلبه
بالإيمان، يضرب أعناقكم و أنتم مجفلون عنه إجفال الغنم»، فقال أبو بكر: أنا هو يا
رسول اللّه؟ قال:
لا، قال عمر: أنا هو يا رسول اللّه؟ قال: «لا» و لكنه
خاصف النعل»، قال: و في كف علي نعل يخصفها لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم؛ أخرجه كثير من أصحاب السنن و هو الحديث 610 في أول صفحة 393 من الجزء 6 من
الكنز و مثله قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «إنّمنكم رجلا يقاتل الناس على تأويل القرآن كما قوتلتم على تنزيله»،
فقال أبو بكر: أنا هو؟ و قال عمر: أنا هو؟ قال: «لا،و لكنه خاصف النعل في الحجرة»، فخرج علي و معه نعل رسول اللّه
يخصفها. أخرجه الإمام أحمد بن حنبل من حديث أبي سعيد في مسنده، و رواه الحاكم في مستدركه،
و أبو يعلى في المسند، و غير واحد من أصحاب السنن، و نقله عنهم المتقي الهندي في ص
155 من جزئه السادس. (منه قدّس سرّه).