الحرص على البرّ و الإحسان، و تفقد الفقراء حتى إن لزمهم أمر لا يقبل
التأخير، و هم في الصلاة، لم يؤخروه إلى الفراغ منها ... الخ[1].
[5- ما ذكرته.]
5- قلت: عندي في ذلك نكتة ألطف و أدقّ، و هي أنه إنما أتى بعبارة الجمع
دون عبارة المفرد بقيا منه تعالى على كثير من الناس، فإنّ شانئي «علي» و أعداء بني هاشم و سائر المنافقين و أهل الحسد و التنافس، لا يطيقون
أن يسمعوها بصيغة المفرد، إذ لا يبقى لهم حينئذ مطمع في تمويه، و لا ملتمس في
التضليل فيكون منهم- بسبب يأسهم- حينئذ ما تخشى عواقبه على الإسلام، فجاءت الآية
بصيغة الجمع مع كونها للمفرد اتّقاء من معرّتهم، ثم كانت النصوص بعدها تترى
بعبارات مختلفة و مقامات متعددة، و بث فيهم أمر الولاية تدريجا تدريجا حتى أكمل
اللّه الدين و أتمّ النعمة، جريا منه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، على عادة
الحكماء في تبليغ الناس ما يشق عليهم، و لو كانت الآية بالعبارة المختصة بالمفرد،
لجعلوا أصابعهم في آذانهم، و استغشوا ثيابهم، و أصرّوا و استكبروا استكبارا، و هذه
الحكمة مطّردة في كل ما جاء في القرآن الحكيم من آيات فضل أمير المؤمنين و أهل
بيته الطاهرين كما لا يخفى، و قد أوضحنا هذه الجمل و أقمنا عليها الشواهد القاطعة
و البراهين الساطعة في كتابينا (سبيل المؤمنين و تنزيل الآيات)[2]و الحمد للّه على
الهداية و التوفيق، و السلام.