عليا أشدد به ظهري»، قال أبو ذر: فو اللّه ما استتم رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم الكلمة حتى هبط عليه الأمين جبرائيل بهذه الآية:إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ
رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ
الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ* وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ
آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ[1] ... الخ
[3- توجيه الاستدلال بها.]
3- و أنت- نصر اللّه بك الحق- تعلم أن الولي هنا إنما هو الأولى بالتصرف
كما في قولنا: فلان ولي القاصر، و قد صرح اللغويون[2]بأن كل من ولي أمر واحد فهو وليه؛ فيكون المعنى أن الذي يلي أموركم
فيكون أولى بها منكم، إنما هو اللّه عزّ و جلّ و رسوله و علي، لأنه هو الذي اجتمعت
به هذه الصفات، الإيمان و إقامة الصلاة و إيتاء الزكاة، في حال الركوع و نزلت فيه
الآية، و قد أثبت اللّه فيها الولاية لنفسه تعالى و لنبيه و لوليه على نسق واحد، و
ولاية اللّه عزّ و جلّ عامة، فولاية النبي و الولي مثلها و على أسلوبها، و لا يجوز
أن يكون هنا بمعنى النصير أو المحب أو نحوهما إذ لا يبقى لهذا الحصر وجه كما لا
يخفى، و أظن أن هذا ملحق بالواضحات، و الحمد للّه ربّ العالمين.
ش
[1]الكشف و البيان للثعلبي، مخطوط و الآيتان 55 و 56 من سورة المائدة.
[2]راجع مادة «ولي» من الصحاح، أو من مختار الصحاح، أو
غيرهما من معاجم اللغة (منه قدّس سرّه).