1- نحن نوكل الجواب عن قولهم بعدم عموم
الحديث إلى أهل اللسان و العرف العربيين، و أنت حجّة العرب لا تدافع، و لا تنازع،
فهل ترى أمّتك- أهل الضاد- يرتابون في عموم المنزلة من هذا الحديث. كلّا و حاشا
مثلك أن يرتاب في عموم اسم الجنس المضاف و شموله لجميع مصاديقه، فلو قلت:
منحتكم إنصافي مثلا، أ يكون إنصافك هذا خاصا ببعض الأمور دون بعض، أم
عاما شاملا لجميع مصاديقه؟ معاذ اللّه أن تراه غير عام، أو يتبادر منه إلّا
الاستغراق، و لو قال خليفة المسلمين لأحد أوليائه: جعلت لك ولايتي على الناس، أو
منزلتي منهم، أو منصبي فيهم، أو ملكي؛ فهل يتبادر إلى الذهن غير العموم؟ و هل يكون
مدّعي التخصيص ببعض الشئون دون بعض، إلّا مخالفا مجازفا؟ و لو قال لأحد وزرائه: لك
في أيامي منزلة عمر في أيام أبي بكر إلّا أنك لست بصحابي، أ كان هذا بنظر العرف
خاصا ببعض المنازل أم عاما؟ ما أراك و اللّه تراه إلّا عاما، و لا أرتاب في أنك
قائل بعموم المنزلة في