أزيدك على هذا كلّه: أن معاوية نفسه حدّث بحديث المنزلة، قال ابن حجر
في صواعقه[1]: أخرج أحمد أن رجلا
سأل معاوية عن مسألة، فقال:
سل عنها عليا فهو أعلم، قال: جوابك فيها أحبّ إليّ من جواب علي، قال:
بئس ما قلت! لقد كرهت رجلا كان رسول اللّه يغرّه بالعلم غرّا، و لقد
قال له:
«أنتمني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي»، و كان عمر إذا أشكل
عليه شيء أخذ منه ... إلى آخر كلامه[2][3].
و بالجملة، فإن حديث المنزلة مما لا ريب في ثبوته بإجماع المسلمين
على اختلافهم في المذاهب و المشارب.
[3- مخرجوه من أهل السنّة.]
3- و قد أخرجه صاحب الجمع بين الصحاح الستة[4]. و صاحب الجمع
ص 84- 86 ط الحيدرية و ص 28 ط الغري، المناقب للخوارزمي الحنفي: ص
59، صحيح الترمذي: ج 5 ص 301 ح 3808، أسد الغابة: ج 4 ص 25- 26، الإصابة لابن حجر:
ج 2 ص 509، جامع الأصول لابن الأثير: ج 9 ص 469، الرياض النضرة: ج 2 ص 247، فرائد
السمطين: ج 1 ص 378 ح 307، الغدير: ج 10 ص 257، شواهد التنزيل: ج 2 ص 21.
[1]أثناء المقصد الخامس من المقاصد التي أوردها في الآية الرابعة عشر
من الباب 11 ص 107 من الصواعق. (منه قدس سرّه).
[2]حيث قال: و أخرجه آخرون (قال) و لكن زاد بعضهم: قم لا أقام اللّه
رجليك، و محا اسمه من الديون إلى آخر ما نقله في ص 107 من صواعقه مما يدلّ على أن
جماعة من المحدثين غير أحمد أخرجوا حديث المنزلة بالإسناد إلى معاوية. (منه قدس
سرّه).
راجع شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي: ج 2 ص 21، مناقب علي بن أبي
طالب لابن المغازلي الشافعي: ص 34 ح 52 ط 1 بطهران، شرح نهج البلاغة لابن أبي
الحديد: ج 18 ص 24 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، الصواعق المحرقة لابن حجر: ص 177
ط المحمدية، فرائد السمطين: ج 1 ص 371 ح 302، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من
تاريخ دمشق لابن عساكر: ج 1 ص 339 ح 410 و 411 ط 1 و ص 369 ح 410 و 411 ط 2 بيروت.