و تارة هنالك، و هبّوا بكل ما لديهم من قوة و نشاط إلى تأييد هذا
المبدأ، و القضاء على كل ما يخالفه، فاضطرّتهم الحال إلى التجافي عن مذهب أهل
البيت، و تأوّلوا كل ما يدل على وجوب التعبّد به من كتاب أو سنّة، و لو استسلموا
لظواهر الأدلّة فرجعوا إلى أهل البيت و أرجعوا الخاصة و العامة إليهم في فروع
الدين و أصوله لقطعوا على أنفسهم خط الرجعة إلى مبدئهم، و لأصبحوا من أكبر الدعاة
إلى أهل البيت، و هذا لا يجتمع مع عزائمهم، و لا يتّفق مع حزمهم و نشاطهم في
سياستهم، و من أمعن النظر في هذه الشئون علم أن العدول عن إمامة الأئمة من أهل
البيت في المذهب ليس إلّا فرعا عن العدول عن إمامتهم العامة بعد رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم، و أن تأويل الأدلّة على إمامتهم الخاصة، إنما كان بعد
تأويل الأدلّة على إمامتهم العامة، و لو لا ذلك ما التوى عنهم ملتو.
[4- أئمة أهل البيت (بقطع النظر عن كل
دليل) لا يقصرون عن غيرهم؟!!!.]
4- دعنا عن نصوصهم و بيّناتهم، و انظر إليهم بقطع النظر عنها، فهل تجد
فيهم قصورا- في علم أو عمل أو تقوى- عن الإمام الأشعري، أو الأئمة الأربعة أو
غيرهم، و إذا لم يكن فيهم قصور، فبم كان غيرهم أولى بالاتّباع؟
و أحقّ بأن يطاع؟.
[5- أي محكمة عادلة تحكم بضلال المعتصمين
بهم؟!!.]
5- و أي محكمة عادلة تحكم بضلال المعتصمين بحبلهم، و الناسجين على
منوالهم، حاشا أهل السنّة و الجماعة أن يحكموا بذلك، و السلام عليهم.