يروي هشام عن يحيى بن حمزة، و صدقة بن خالد، و عبد الحميد ابن أبي
العشرين، و غيرهم. قال في الميزان: «وحدّث عنه خلق كثير رحلوا إليه في
القراءة و الحديث»، و حدّث عنه الوليد بن مسلم، و هو من شيوخه، و قد روى هو
بالإجازة عن أبي لهيعة، قال عبدان: ما كان في الدنيا مثله، و قال آخر: كان هشام
فصيحا بليغا مفوّها كثير العلم ..
قلت: و كان يرى أن ألفاظ القرآن مخلوقة للّه تعالى كغيره من الشيعة،
فبلغ أحمد عنه شيء من ذلك فقال:- كما في ترجمة هشام من الميزان-[1]:
أعرفه طياشا، قاتله اللّه، و وقف أحمد على كتاب لهشام قال في خطبته:
الحمد للّه الذي تجلّى لخلقه بخلقه، فقام أحمد و قعد، و أبرق و أرعد، و أمر من
صلّوا خلف هشام بإعادة صلاتهم، مع أن في كلمة هشام من تنزيه اللّه تعالى عن الرؤية
و تقديسه عن الكيف و الأين و تعظيم آياته في خلقه، ما لا يخفى على أولي الألباب،
فكلمته هذه على حد قول القائل: و في كل شيء له آية بل هي أعظم و أبلغ بمراتب، لكن
العلماء الأقران يتكلم بعضهم في بعض بحسب اجتهادهم. ولد هشام سنة ثلاث و خمسين و
مائة، و مات في آخر المحرم سنة خمس و أربعين و مائتين، رحمه اللّه تعالى.
95- هشيم بن بشير،
بن القاسم بن دينار السلمي الواسطي أبو معاوية، أصله من بلخ، كان
جدّه القاسم نزل واسط للتجارة، عدّه ابن قتيبة في معارفه من رجال الشيعة[2]،
و هو شيخ الإمام أحمد بن حنبل و سائر أهل طبقته، ذكره