قلت: احتجّ به أصحاب الصحاح الستة[1]، و قد وضع الذهبي على اسمه (ع) رمزا إلى
إجماعهم على الاحتجاج به، و إليك حديثه في صحيحي البخاري و مسلم عن كل من الأعمش و
هشام بن عروة، و له أحاديث أخر في صحيح مسلم عن غير واحد من الأثبات، روى عنه في
صحيح البخاري علي ابن المديني، و محمد بن سلام، و يوسف بن عيسى، و قتيبة، و مسدد،
و روى عنه في صحيح مسلم سعيد الواسطي، و سعيد بن منصور، و عمرو الناقد، و أحمد بن
سنان، و ابن نمير، و إسحاق الحنظلي، و أبو بكر بن أبي شيبة، و أبو كريب، و يحيى بن
يحيى، و زهير، أما موسى الزمن فقد روى عنه في الصحيحين كليهما، ولد أبو معاوية سنة
ثلاث عشرة و مائة، و مات رحمه اللّه سنة خمس و تسعين و مائة.
78- محمد بن عبد اللّه،
الضبي الطهماني النيسابوري، هو أبو عبد اللّه الحاكم إمام الحفّاظ و
المحدّثين، و صاحب التصانيف التي لعلها تبلغ ألف جزء جاب البلاد في رحلته العلمية،
فسمع من نحو ألفي شيخ، و كان أعلام عصره كالصعلوكي، و الإمام بن فورك، و سائر
الأئمة يقدّمونه على أنفسهم، و يراعون حق فضله، و يعرفون له الحرمة الأكيدة، و لا
يرتابون في إمامته، و كل من تأخّر عنه من محدّثي السنّة عيال عليه، و هو من أبطال
الشيعة و سدنة الشريعة، تعرف ذلك كله بمراجعة ترجمته في كتاب تذكرة الحفاظ للذهبي
و قد
[1]روي عنه في صحيح البخاري: ك الوضوء ج 1 ص 61، صحيح مسلم: ك البيوع
باب الرهن ج 1 ص 701، سنن أبي داود: ج 3 ص 167 ح 3039، سنن النسائي: ك الطلاق ج 6
ص 146، سنن ابن ماجة: