أقرانهم، احتملهم الناس لصدق ألسنتهم في الحديث و توقّفوا عند ما
أرسلوا ...
إلى آخر كلامه الذي أنطقه الحق به- و الحق ينطق منصفا و عنيدا- و ما
ضرّ هؤلاء الأعلام، و هم رءوس المحدّثين في الإسلام، إذا لم يحمد الناصب مذهبهم في
ثقل رسول اللّه و باب حطته، و أمان أهل الأرض من بعده و سفينة نجاة أمته، و ما ذا
عليهم من الناصب الذي لا مندوحة له عن الوقوف على أبوابهم، و لا غنى به عن التطفّل
على موائد فضلهم.
إذا رضيت عني كرام عشيرتي فلا زال غضبانا عليّ لئامهالا يبالي هؤلاء الحجج بالجوزجاني و
أمثاله، بعد أن احتجّ بهم أصحاب الصحاح و أرباب السنن كافة[1].
و دونك حديث زبيد في صحيحي البخاري و مسلم عن كل من: أبي وائل، و
الشعبي، و إبراهيم النخعي، و سعد بن عبيدة، أما حديثه عن مجاهد فإنه في صحيح
البخاري فقط. و له في صحيح مسلم عن مرة الهمداني، و محارب ابن دثار، و عمارة بن
عمير، و إبراهيم التيمي. روى عنه في الصحيحين شعبة، و الثوري، و محمد بن طلحة. و
روى عنه في صحيح مسلم زهير بن معاوية و فضيل بن غزوان، و الحسين النخعي. مات زبيد
رحمه اللّه تعالى سنة أربع و عشرين و مائة.
28- زيد بن الحباب،
أبو الحسين الكوفي التميمي، عدّه ابن قتيبة من
[1]روي عنه في صحيح البخاري: ك الإيمان باب خوف المؤمن ج 1 ص 17، صحيح
مسلم: ك الإيمان ب قول النبي سباب المسلم فسوق ج 1 ص 45، صحيح الترمذي: ج 5 ص 361
ح 3963، سنن أبي داود: ج 3 ص 40 ح 2625، سنن النسائي: ك تحريم الدم ب قتال المسلم
ج 7 ص 122، سنن ابن ماجة: ج 2 ص 764 ح 2275.