هاتين الدفّتين بحذافيرها مع زيادات اقتضتها الحال و دعا إليها النصح و الإرشاد و ربما جرّ إليها السياق على نحو لا يخلّ بما كان بيننا من الاتفاق.

و بعد هذا الوضوح و الصدق لنستمع الى كلمات المشكّكين و أدبهم الرفيع ..!! في الحديث عن الكتاب و الكاتب:

التشكيك الأول‌

يقول قائلهم مفتتحا ما كتبه بعد البسملة و الحمدلة:

و بعد، يعتبر كتاب «المراجعات» من أهمّ كتب الرافضة التي عرض فيها مؤلّفه «عبد الحسين الموسوي»، مذهبه مذهب الرفض بصورة توهم الكثير من أهل السنّة بصدق ما جاء فيها، لا سيّما أولئك الذين لم يسبق لهم معرفة عقيدة الرافضة و اصولهم، و أساليبهم الخبيثة الماكرة، و التي ترتكز على الأدلة الكاذبة الموضوعة، و التلاعب بالأدلة الصحيحة، سواء بالزيادة فيها أو الإنقاص منها، أو بتحميلها من المعاني ما لا تحتمله، كل هذا يفعلونه نصرة لمذهبهم، و تأييدا لباطلهم. و هذا ما درج عليه الموسوي في كتابه «المراجعات».

و لمّا كانت هذه المراجعات لا أصل لها من الصحة، بل هي محض كذب و افتراء، و لمّا مرّ على ظهور هذا الكتاب قرابة الثلاثين عاما [1] و لم نجد أحدا من علماء السنّة قد ردّ على هذه المراجعات المكذوبة جملة و تفصيلا.

و لمّا كان هذا الكتاب قد أثّر في بسطاء المسلمين و عامّتهم، جهلا منهم‌

[1] المراجعات طبعت عام 1355 ه، فقد مرّ على ظهورها حتى تاريخ ما كتبه هذا الرجل- و هو سنة 1406 ه قرابة الخمسين عاما.