العباس النوفلي القصير، فلما صار في موضع الإحرام دخل يغتسل فجاء
الوادي فحمله الماء فغرق قبل أن يحجّ زيادة على الخمسين. و كانت وفاته رحمه اللّه
تعالى سنة تسع و مائتان. و أصله كوفي، و مسكنه البصرة، و عاش نيّفا و سبعين سنة[1]. و قد استقصينا
أحواله في كتابنا- مختصر الكلام في مؤلفي الشيعة من صدر الإسلام- و ذكره الذهبي[2]فوضع على اسمه (ت،
ق) إشارة إلى من أخرج عنه من أصحاب السنن[3]، و ذكر أنه غرق سنة ثمان و مائتين، و
أنه يروي عن الصادق عليه السّلام، و تحامل عليه إذ نسب الطامات إليه، كما تحامل
عليه من ضعّفه لتشيعه، و العجب من الدار قطني يضعفه، ثم يحتج به في سننهوَ كَذلِكَ يَفْعَلُونَ[4].
24- حمران بن أعين،
أخو زرارة، كانا من إثبات الشيعة و بحار علوم آل محمد، و كانا من مصابيح
الدجى، و أعلام الهدى، منقطعين إلى الإمامين الباقرين الصادقين، و لهما مكانة عند
الأئمة من آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم سامية. أما حمران فقد ذكره الذهبي
في ميزانه[5]فوضع على اسمه (ق)
إشارة إلى من أخرج عنه من أصحاب السنن[6]ثم قال: روى عن أبي الطفيل و غيره، و قرأ عليه حمزة، كان يتقن
القرآن، قال ابن معين. ليس بشيء، و قال أبو حاتم:
[5]الميزان للذهبي: ج 2 ص 604. و حمران بن أعين يكنى بأبي الحسن أبو
بأبي حمزة و هو من التابعين و من أعيان العلماء و أجلاء الرواة و له مكانة جليلة
عند أهل البيت عليهم السّلام. راجع حياة الإمام محمد الباقر ج 2 ص 247.