أورد كلمة إبراهيم النخعي الصريحة في تكذيب الشعبي، ثم قال[1]ما هذا لفظه: و أظن
الشعبي عوقب لقوله في الحارث الهمداني: حدثني الحارث و كان أحد الكذّابين: قال ابن
عبد البر: و لم يبن من الحارث كذب، و إنما نقم عليه إفراطه في حبّ «علي»، و تفضيله له على غيره، قال: و من هاهنا
كذّبه الشعبي، لأن الشعبي يذهب إلى تفضيل أبي بكر، و إلى أنه أول من أسلم، و تفضيل
عمر ... الخ.
قلت: و إنّ ممّن تحامل على الحارث محمد بن سعد، حيث ترجمه في الجزء 6
من طبقاته[2]فقال: «إنله قول سوء» و بخسه حقّه؛ كما جرت عادته مع رجال الشيعة، إذ لم
ينصفهم في علم، و لا في عمل، و القول السيّئ الذي نقله ابن سعد عن الحارث إنما هو
الولاء لآل محمد، و الاستبصار بشأنهم، كما أشار إليه ابن عبد البر فيما نقلناه من
كلامه. كانت وفاة الحارث سنة خمس و ستين، رحمه اللّه تعالى.
20- حبيب بن أبي ثابت،
الأسدي الكاهلي الكوفي التابعي، عدّه في رجال الشيعة كل من ابن قتيبة
في معارفه، و الشهرستاني في كتاب الملل و النحل و ذكره الذهبي في ميزانه[3]،
و وضع على اسمه رمز
[1]كما في ص 196 من مختصر كتاب جامع بيان العلم و فضله لشيخنا العلامة
أحمد بن عمر المحمصاني البيروتي المعاصر. (منه قدّس سرّه).