الهمداني، صاحب أمير المؤمنين و خاصّته، كان من أفضل التابعين، و
أمره في التشيع غني عن البيان، و هو أول من عدّهم ابن قتيبة في معارفه[1]،
من رجال الشيعة، و قد ذكره الذهبي في ميزانه[2]فاعترف بأنه من كبار علماء التابعين، ثم نقل عن ابن حبّان القول:
بكونه غاليا في التشيع، ثم أورد من تحامل القوم عليه- بسبب ذلك- شيئا كثيرا، و مع
هذا فقد نقل إقرارهم بأنه كان من أفقه الناس و أفرض الناس، و أحسب الناس لعلم
الفرائض، و اعترف بأن حديث الحارث موجود في السنن الأربع[3]و صرّح بأن النسائي مع تعنّته في الرجال قد احتجّ بالحارث، و قوّى
أمره، و أن الجمهور مع توهينهم أمره يروون حديثه في الأبواب كلها، و أن الشعبي كان
يكذّبه ثم يروي عنه. قال في الميزان: و الظاهر أنه كان يكذب في لهجته و حكاياته، و
أما في الحديث النبوي فلا. قال في الميزان: و كان الحارث من أوعية العلم، ثم روى
في الميزان عن محمد بن سيرين أنه قال: كان من أصحاب ابن مسعود خمسة يؤخذ عنهم
أدركت منهم أربعة، و فاتني الحارث فلم أره، و كان يفضل عليهم و كان أحسنهم (قال):
و يختلف في هؤلاء الثلاثة أيهم أفضل، علقمة و مسروق و عبيدة ... الخ[4]
قلت: و قد سلط اللّه على الشعبي من الثقات الأثبات من كذّبه و استخف
به جزاء وفاقا، كما نبّه على ذلك ابن عبد البر في كتابه- جامع بيان العلم- حيث