قلت: و مع ذلك فقد احتجّ به النسائي، و أبو داود[1]فراجع حديثه في
سجود السهو من صحيحيهما، و أخذ عنه شعبة، و أبو عوانة و عدة من طبقتهما، و وضع
الذهبي على اسمه- حيث ذكره في الميزان- رمزي أبي داود و الترمذي إشارة إلى كونه من
رجال أسانيدهما، و نقل عن سفيان القول:
بكون جابر الجعفي ورعا في الحديث، و أنه قال: ما رأيت أورع منه، و أن
شعبة قال: جابر صدوق. و أنه قال- أيضا-: كان جابر إذا قال: «أنبأناو حدّثنا و سمعت» فهو من أوثق الناس، و أن وكيعا قال: ما شككتم في
شيء فلا تشكّوا أن جابر الجعفي ثقة، و أن ابن عبد الحكم سمع الشافعي يقول: قال
سفيان الثوري لشعبة: لئن تكلمت في جابر الجعفي لأتكلمنّ فيك[2]. مات جابر سنة ثمان أو سبع و عشرين و مائة، رحمه اللّه تعالى.
14- جرير بن عبد الحميد،
الضبي الكوفي، عدّه ابن قتيبة من رجال الشيعة في كتابه- المعارف[3]- و أورده الذهبي في
الميزان[4]فوضع عليه الرمز
إلى اجتماع أهل الصحاح على الاحتجاج به، و أثنى عليه فقال: عالم أهل الري صدوق،
يحتجّ به في الكتب، نقل الاجماع على وثاقته. و دونك حديثه في صحيحي البخاري و
مسلم[5]عن الأعمش، و
مغيرة، و منصور، و إسماعيل بن
[1]روي عنه في صحيح الترمذي: ج 5 ص 346 ح 3918، صحيح مسلم: ج 1 ص 12،
سنن أبي داود:
ج 1 ص 272 ح 1036. و كان من أصحاب الإمام الباقر و الصادق عليهما
السّلام.
[2]الميزان للذهبي: ج 1 ص 379- 384. و راجع- أيضا-: حياة الإمام محمد
الباقر عليه السّلام: ج 2 ص 228 و تهذيب التهذيب: ج 2 ص 47 و معجم رجال الحديث: ج
4 ص 18.