حروف المعجم، و كان ذا مكتبة لا نظير لها. كتب إليه نوح بن منصور أحد
ملوك بني سامان يستدعيه ليفوض إليه وزارته و تدبير أمر مملكته، فاعتذر إليه بأنه
يحتاج لنقل كتبه خاصة إلى أربعمائة جمل، فما الظن بغيرها، و في هذا القدر من
أخباره كفاية.
8- إسماعيل بن عبد الرحمن،
بن أبي كريمة الكوفي المفسّر المشهور المعروف بالسّدي. قال الذهبي في
ترجمته بالميزان:[1]رمي
بالتشيع، ثم روي عن حسين بن واقد المروزي: أنه سمعه يشتم أبا بكر و عمر. و مع ذلك
فقد أخذ عنه الثوري و أبو بكر بن عياش، و خلق من تلك الطبقة.
و احتجّ به مسلم و أصحاب السنن الأربعة[2]و وثّقه أحمد. و قال ابن عدي: صدوق. و قال يحيى القطان: لا بأس به. و
قال يحيى بن سعيد: ما رأيت أحدا يذكر السدّي إلّا بخير، قال: و ما تركه أحد. و مرّ
إبراهيم النخعي بالسّدي و هو يفسّر القرآن فقال: أما إنه يفسّر تفسير القوم. و إذا
راجعت أحوال السدّي في ميزان الاعتدال تجد تفصيل ما أجملناه.
و دونك حديث السدّي في صحيح مسلم عن أنس بن مالك، و سعد بن عبيدة، و
يحيى بن عباد. و روى عنه عند مسلم، و أرباب السنن الأربعة: أبو عوانة، و الثوري، و
الحسن بن صالح، و زائدة، و إسرائيل، فهو شيخ هؤلاء الأعلام، مات سنة سبع و عشرين و
مائة.
[2]روي عنه في صحيح الترمذي: ج 5 ص 300 ح 3805، سنن أبي داود: ج 3 ص
146 ح 2981، سنن ابن ماجة: ج 1 ص 88 ح 241، سنن النسائي: كتاب الزكاة باب من يسأل
اللّه ج 5 ص 83. و كان من أصحاب الإمام الباقر عليه السّلام.