بابويه القمي[1]و شيخ الامة محمد بن الحسن بن علي الطوسي[2]و يستخف بكتبهم المقدسة- و هي مستودع علوم آل محمد صلّى اللّه عليه و
آله و سلّم- و يرتاب في شيوخهم أبطال العلم و أبدال الأرض، الذين قصروا أعمارهم
على النصح للّه تعالى و لكتابه و لرسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و لأئمة
المسلمين و لعامتهم.
[3- امتيازهم في تغليظ حرمة الكذب في
الحديث.]
3- و قد علم البر و الفاجر حكم الكذب عند هؤلاء الأبرار، و الالوف من
مؤلفاتهم المنتشرة تلعن الكاذبين، و تعلن أن الكذب في الحديث من الموبقات الموجبة
لدخول النار[3]،
و لهم في تعمّد الكذب في الحديث حكم قد امتازوا به حيث جعلوه من
مفطّرات الصائم، و أوجبوا القضاء و الكفارة على مرتكبه في شهر رمضان[4]كما أوجبوهما
بتعمّد سائر المفطّرات، و فقههم و حديثهم صريحان بذلك، فكيف يتهمون بعد هذا في
حديثهم، و هم الأبرار الأخيار، قوّامون الليل صوّامون النهار، و بما ذا كان
الأبرار من شيعة آل محمد و أوليائهم متهمين، و دعاة الخوارج و المرجئة و القدرية
غير متهمين لو لا التحامل الصريح، أو الجهل القبيح. نعوذ باللّه من الخذلان، و به
نستجير من سوء عواقب الظلم و العدوان، و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم،
و السلام.
ش
[1]الصدوق: هو رئيس المحدثين محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي
المعروف بالشيخ الصدوق المتوفى سنة (381 ه) ولد بدعاء الحجة عليه السّلام و هو
صاحب كتاب (من لا يحضره الفقيه) أحد الكتبة الأربعة، طبع عدة طبعات منها بالنجف في
أربعة أجزاء و له من الكتب ما يقرب من ثلاثمائة كتاب.
[2]الطوسي: هو أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي المعروف
بشيخ الطائفة ولد في (385 ه) و توفي في (460 ه) و هو صاحب كتابي التهذيب و
الاستبصار و هما اثنان من الكتب الأربعة.
طبعا في النجف و غيرها. له في الكتب ما يقرب من خمسين كتابا.
[3]الكافي للكليني ج 2 ص 339 ط دار الكتب الاسلامية بطهران.
[4]الانتصار للسيد المرتضى ص 62 ط الحيدرية، الكافي للكليني ج 2 ص 340
ط. طهران، الحدائق الناضرة ج 13 ص 141 ط جماعة المدرسين/ قم.