responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم البيان المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 63

و يوضح عبد القاهر رأيه هذا في موضع آخر من كتابه بقوله:

«و اعلم أن الشيئين إذا شبّه أحدهما بالآخر كان ذلك على ضربين أحدهما:

أن يكون من جهة أمر بيّن لا يحتاج فيه إلى تأويل، و الآخر: أن يكون الشبه محصّلا بضرب من التأويل» [1].

ثم يروح يشرح قوله هذا في إسهاب مفاده أن التشبيه العام هو ما كان وجه الشبه فيه مفردا، أي صفة أو صفات اشتركت بين شيئين ليس غير، و أن تشبيه التمثيل هو ما كان وجه الشبه فيه صورة مأخوذة أو منتزعة من أشياء عدة.

فقول البحتري في ممدوحه مثلا:

هو بحر السماح و الجود فازدد

منه قربا تزدد من الفقر بعدا

هذا التشبيه على رأي عبد القاهر تشبيه عام لأن البحتري فيه يشبه ممدوحه بالبحر في الجود و السماح، فوجه الشبه هنا مفرد و هو اشتراك الممدوح و البحر في صفة الجود.

و قول المتنبي في ممدوحه سيف الدولة:

يهز الجيش حولك جانبيه‌

كما نفضت جناحيها العقاب‌ [2]

هو عند عبد القاهر تشبيه تمثيل، لأن المتنبي يشبه صورة جانبي الجيش، أي صورة ميمنة الجيش و ميسرته و سيف الدولة بينهما و ما فيهما من حركة و اضطراب بصورة عقاب تنفض جناحيها و تحركهما. و وجه الشبه هنا


[1] نفس المرجع ص 70- 71.

[2] العقاب بضم العين: من الطيور الكاسرة، و هي طائر خفيف الجناح سريع الطيران، و بها يضرب المثل في العزة و المنعة، فيقال: «أمنع من عقاب الجو».

اسم الکتاب : علم البيان المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست