responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم البيان المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 193

و استجلاء لحقيقة هذه الاستعارة نورد فيما يلي بعض الأمثلة لها معقّبين عليها بالشرح و التحليل.

الأمثلة:

1- قال المتنبي:

و من يك ذا فم مرّ مريض‌

يجد مرّا به الماء الزلالا

«يقال لمن لم يرزق الذوق لفهم الشعر الرائع».

فهذا البيت يدل وضعه الحقيقي على أنّ المريض الذي يصاب بمرارة في فمه إذا شرب الماء العذب وجده مرا. و لكن المتنبي لم يستعمله في هذا المعنى بل استعمله فيمن يعيبون شعره لعيب في ذوقهم الشعري، و ضعف في إدراكهم الأدبي، فهذا التركيب مجاز قرينته حالية، و علاقته المشابهة، و المشبه هنا حال المولعين بذمه و المشبه به حال المريض الذي يجد الماء الزلال مرا في فمه.

و لذلك يقال في إجراء هذه الاستعارة: شبهت حال من يعيبون شعر المتنبي لعيب في ذوقهم الشعري بحال المريض الذي يجد الماء العذب الزلال مرا في فمه بجامع السّقم في كلّ منهما، ثمّ استعير التركيب الدال على المشبه به للمشبه على سبيل الاستعارة التمثيلية. و القرينة التي تمنع من إرادة المعنى الأصلي قرينة حالية تفهم من سياق الكلام.

2- قال الشاعر:

و من ملك البلاد بغير حرب‌

يهون عليه تسليم البلاد

اسم الکتاب : علم البيان المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 193
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست