responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم البيان المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 184

2- و مثالها أيضا لفظة «عانقت» في قول البحتري يصف قصرا:

ملأت جوانبه الفضاء و عانقت‌

شرفاته قطع السحاب الممطر

ففي هذا البيت استعارة تصريحية، و ذلك للتصريح فيها بلفظ المشبّه به، و اللفظ المستعار هو فعل «عانقت»، و في إجراء الاستعارة نقول:

شبهت الملامسة «بالمعانقة» بجامع الاتصال في كل، ثم استعير اللفظ الدال على المشبه به و هو «المعانقة» للمشبه و هو «الملامسة»، ثم اشتق من «المعانقة» بمعنى الملامسة الفعل «عانقت» بمعنى لامست. و القرينة التي تمنع من إرادة المعنى الأصلي لفظية و هي «شرفاته».

3- و من أمثلتها كذلك لفظ «لبس» من قول ابن الرومي:

بلد صحبت به الشبيبة و الصّبا

و لبست ثوب اللهو و هو جديد

ففي لفظة «لبس» أولا استعارة تصريحية، و ذلك للتصريح فيها بلفظ المشبه به، و اللفظ المستعار هنا هو فعل «لبس»، و في إجراء الاستعارة نقول: شبّه فيها التمتع باللهو «باللبس» للثوب الجديد بجامع السرور في كل، ثم استعير اللفظ الدّال على المشبه به و هو «اللبس» للمشبه و هو التمتع باللهو، ثم اشتق من «اللبس» الفعل «لبس» بمعنى تمتع. و القرينة التي تمنع من إرادة المعنى الأصلي لفظية و هي «ثوب اللهو».

و إذا وازنّا بين إجراء الاستعارات الثلاث الأخيرة و إجراء الاستعارات الثلاث الأولى، رأينا أن الإجراء هنا لا ينتهي عند استعارة المشبه به للمشبه كما انتهى في الاستعارات الثلاث الأولى، بل يزيد عملا

اسم الکتاب : علم البيان المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 184
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست